· يمكن القول إن الهجوم العنيف الذي شنه رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل على إسرائيل، في سياق الخطاب الذي ألقاه أمس (السبت) في غزة في مناسبة احتفال هذه الحركة بمرور 25 عاماً على تأسيسها، كان متوقعاً. مع ذلك يجب التعامل مع هذا الهجوم بمنتهى الجدية، ذلك بأن مشعل وباقي زملائه في قيادة "حماس" يقصدون كل كلمة يقولونها.
· بناء على ذلك، عندما يقول مشعل إن فلسطين له، وأنه لن يعترف بإسرائيل، وسيحرر فلسطين حتى آخر سنتمتر، فإن على زعماء إسرائيل أن ينظروا إلى ذلك باعتباره خطراً حقيقياً يهدد وجود الدولة.
· في الوقت نفسه فإن خطاب مشعل يثبت أن السلام ما زال بعيداً، فضلاً عن أنه يلائم الأجواء التي تسيطر في الوقت الحالي على منطقة الشرق الأوسط برمتها، والتي يقوم "الإخوان المسلمون" في خضمها بإحكام سيطرتهم على كثير من الدول والحركات فيها.
· لا شك في أن مشعل و"حماس" هما عدوان لدودان لإسرائيل، ويجب أن نأمل بأن نتمكن في يوم من الأيام من إزالة هذين العدوين من طريقنا، غير أن هذا لا يعني أن ورثتهما سيكونون أفضل منهما. وفي موازاة ذلك علينا أن نتذكر أيضاً أن السلام يُصنع مع الأعداء، وأننا أجرينا في الآونة الأخيرة محادثات مع "حماس"، حتى وإن كانت بصورة غير مباشرة. وعلى ما يبدو سيأتي يوم سنكون فيه مضطرين إلى التحادث مع مشعل وباقي زملائه في قيادة هذه الحركة.