أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن ما حدث خلال الأيام القليلة الفائتة كشف مرة أخرى الوجه الحقيقي لأعداء إسرائيل.
وجاء تأكيده هذا في سياق الأقوال التي أدلى بها في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، وذلك في معرض تعقيبه على الخطابات التي ألقاها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في أثناء زيارته لقطاع غزة التي استمرت ثلاثة أيام وانتهت أمس.
وأضاف نتنياهو: "إن الفلسطينيين لا ينوون التوصل إلى تسوية مع إسرائيل، بل يتطلعون إلى تدمير الدولة، وستُمنى جهودهم بالفشل. وعلى مدار تاريخنا تغلب الشعب اليهودي على قتلة مثل هؤلاء. لكن الملفت هو أن محمود عباس [رئيس السلطة الفلسطينية] لم يندد بالتصريحات بشأن تدمير إسرائيل، كما أنه لم يُدِن الصواريخ التي أُطلقت على الأراضي الإسرائيلية، وهو يسعى للوحدة مع حماس› المدعومة من إيران. إننا حكومة لا تؤمن بالأوهام، وإنما تريد سلاماً حقيقياً مع جيراننا، ومع ذلك لن نغلق عيوننا، ولن ندفن رؤوسنا في الرمل، ولن نقبل تكرار خطأ الانسحاب الأحادي الجانب، الذي مكن حماس› من الاستيلاء على غزة."
وقال رئيس الحكومة: "تدهشني الأوهام التي يؤمن بها أولئك الذين يبدون استعدادهم لمواصلة هذه العملية وتسميتها بالسلام. إنهم يطلبون منا أن نسلم مزيداً من الأراضي، وفي هذه الحالة أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] التي تسيطر على المدن الإسرائيلية، إلى هؤلاء الناس، وستكون النتيجة أن تصبح غزة على مشارف تل أبيب والخضيرة وكفار سابا. لذلك يتوجب علينا أن نقف ضد هذا، وأن نقف أمام الضغوط الدولية، ولولا ذلك لتوصلنا إلى مثل هذا الواقع. إن المطلوب من زعامة إسرائيل الآن هو أن تكون معدومة الأوهام، وأن تصر على المصالح الحيوية لدولة إسرائيل، وأن ترفض الضغوط التي من شأنها جلب غزة إلى كل بيت في إسرائيل. وهذا هو ما نقوم به، وسنواصل القيام به."
على صعيد آخر، اتهم الرئيس السابق للحكومة الإسرائيلية ولحزب كاديما إيهود أولمرت رئيس الحكومة نتنياهو بانتهاج طريق سياسية حبلى بالكوارث، وباتباع سياسة تتناقض مع المصالح الوجودية لدولة إسرائيل.
وأضاف أولمرت، الذي كان يتكلم أمام "مؤتمر غلوبس لرجال الأعمال" الذي عقد في تل أبيب أمس (الأحد)، أن سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية تشجع القوى الفلسطينية الراديكالية بزعامة "حماس" والجهاد الإسلامي، وتقزّم القوى الفلسطينية المعتدلة التي يمكن إجراء مفاوضات معها.
كما تكلم في هذا المؤتمر نفسه رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس فقال إن "حماس" هي حركة "إرهابية"، لكن محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، يمكن اعتباره شريكاً للسلام، نظراً إلى كونه يعارض "الإرهاب"، ويعترف بدولة إسرائيل وحقها في الوجود. وأضاف بيرس أنه يتعين على إسرائيل أن ترسم حدودها النهائية، وأن تبدأ على الفور مفاوضات جادة مع السلطة الفلسطينية.