رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية: الحرب المقبلة ستكون أكبر وأوسع وستتسبب بسقوط ضحايا كثيرة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

عقدت لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) جلسة خاصة لوداع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين الذي سيترك منصبه بعد نحو ثلاثة أسابيع ليحل محله اللواء أفيف كوخافي. وخلال هذه الجلسة ألقى يادلين خطاباً تطرّق فيه إلى مجموعة من قضايا الساعة.

وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إن كلاً من "حماس" وحزب الله وسورية وإيران يجهز نفسه بهدوء لجولة الحرب المقبلة والتي "من شبه المؤكد ألا تكون محصورة في جبهة قتالية واحدة وإنما على الأقل في جبهتين أو ثلاث جبهات، ذلك بأنه سيكون هناك تعاون ودمج بين 'حماس' وسورية وحزب الله وربما إيران أيضاً. وحتى لو كانت المواجهة في هذه الجولة محدودة فإنها ستظل أكبر وأوسع نطاقاً من عملية الرصاص المسبوك [الحرب على غزة] أو من حرب لبنان الثانية، كما أنها ستتسبب بسقوط ضحايا كثيرة".

وقال يادلين إن الإيرانيين أعلنوا نيتهم إقامة عشر منشآت نووية أخرى، وقد تمكنت شعبة الاستخبارات العسكرية من رصد استعدادات لإقامة منشأتين منها. وأضاف أن إيران التي وصفها بأنها "الخطر الأكبر الذي يتهدد إسرائيل"، مستمرة في إقامة المنشأة النووية السرية في مدينة قُم، التي كُشف النقاب عنها، والتي باتت الآن بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشار إلى أن الإيرانيين "أصبحوا يملكون الآن كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج قنبلة نووية واحدة، وأنهم قريباً سيملكون كمية تكفي لإنتاج قنبلتين نوويتين"، غير أنه أضاف أن "عملية تقدمهم نحو إنتاج قنبلة نووية لا تزال تسير بوتيرة أبطأ من الوتيرة التي يرغبون فيها"، فضلاً عن أن حملة العقوبات الدولية المفروضة عليهم تتسبب بأزمة اقتصادية تؤدي إلى تفاقم الضغوط الشعبية على النظام في طهران.

وكشف يادلين أن سورية "تقوم بحملة مكثفة لشراء وسائل قتالية متطورة للغاية" ولا سيما من روسيا، مثل منظومات أوتوماتيكية مضادة للطائرات يمكنها أن تتعرض لطائرات سلاح الجوّ الإسرائيلي من مسافة بعيدة. وأشار إلى أن "أي وسائل قتالية متطورة تملكها سورية لا بُد من أن تصل في نهاية المطاف إلى حزب الله، غير أن هذا الأخير ما زال يذكر نتائج حرب لبنان الثانية". وأوضح أن حزب الله "يملك قدرات عملانية لإلحاق أضرار بتل أبيب لكنه لن يقدم على ذلك إلا إذا تلقى أوامر بهذا الشأن من إيران".

وأكد يادلين أن هناك كميات كبيرة من الوسائل القتالية تدخل باستمرار إلى غزة، بما في ذلك صواريخ من طراز فجر يمكنها أن تصل إلى تل أبيب ومنطقة غوش دان [وسط إسرائيل]، ولذا فإنه في حال قيام إسرائيل بشن عملية "الرصاص المسبوك 2" فإن الأوضاع ستكون أصعب كثيراً، ذلك بأن قوات الجيش الإسرائيلي ستكون عرضة بشكل أكبر للنيران ولقصف الصواريخ بما في ذلك المضادة للدبابات. لكن يادلين أكد أن احتمالات اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة هي احتمالات ضئيلة للغاية.

وكان يادلين استهل خطابه بالقول أنه خلال توليه منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عمل مع ثلاثة وزراء دفاع ومع رئيسين لهيئة الأركان العامة، وأن المؤسسة الأمنية قامت بمواجهة مشروعين نوويين في دولتين عدوتين. وقد سارع بعض أعضاء الكنيست إلى تفسير أقواله على أنها أول إشارة من جانب أحد كبار قادة الجيش إلى قيام إسرائيل بمهاجمة المفاعل النووي الذي أقامته سورية، والذي سبق أن أشارت وسائل إعلام أجنبية إلى قيام سلاح الجو الإسرائيلي بتدميره في سنة 2007.