من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
من المنتظر أن يلتقي هذا المساء [الأربعاء] رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في برلين المسشتارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك في ظل الأزمة السياسية الحادة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والعلاقة المتوترة بين نتنياهو وميركل طوال الأعوام الأربعة الأخيرة.
ومن المتوقع أن توجه ميركل كلاماً قاسياً إلى نتنياهو بشأن الخطوات العقابية التي اتخذتها إسرائيل ضد السلطة الفلسطينية، وبصورة خاصة قرار البناء في منطقة E-1، وربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس من خلال بناء 3000 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية. وسوف تطلب ميركل من نتنياهو التراجع عن قراره أو على الأقل التعهد بتجميد مشروع البناء مباشرة بعد الانتخابات في إسرائيل.
ولقد تواصلت بالأمس احتجاجات دول العالم ضد الخطوات الإسرائيلية. فحذر وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ إسرائيل من أنه في حال لم تتراجع عن قراراتها الأخيرة، فإن الدول الأوروبية ستبحث في خطوات جديدة قد تتخذها ضدها. وأوضح هيغ أنه في الفترة الحالية لا يجري البحث في فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، وإنما في بلورة صيغة من الحوافز والعقوبات.
وكانت وزارات الخارجية في كل من أستراليا والبرازيل وإيرلندة وفنلندة ومصر قد استدعت سفراء إسرائيل لديها وبلّغتهم احتجاجها الشديد على قرارات الحكومة الإسرائيلية الأخيرة، وطلبت منهم تبليغ حكوماتهم بضرورة التراجع عن هذه القرارات.
ومن المعلوم أن ألمانيا لم تستدع سفير إسرائيل، وهي ترغب في إجراء حوار مع نتنياهو نفسه. ومن المتوقع أن تقول ميركل لنتنياهو إن عليه أن يختار بين الدفع بالعملية السلمية وقيام دولة فلسطينية، الأمر الذي يضمن وجود إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، وبين مواصلة الاستيطان وتحول إسرائيل إلى دولة أبرتهايد تعاني من العزلة المطلقة في العالم.
لكن على الرغم من الأزمة الدبلوماسية والتوتر مع نتنياهو، فإن ميركل أصرت على عقد القمة الحكومية مع إسرائيل، والتي ستبدأ يوم الخميس [غداً] في برلين. وأشار مسؤول حكومي لماني رفيع المألألماني رفيع المستوى إلى أن ميركل لم تفكر في فرض عقوبات على إسرائيل مثل تعليق تسليمها الغواصات، لأن "أمن إسرائيل شيء مقدس". وأضاف المسؤول أن القمة الحكومية الإسرائيلية - الألماينة هي فكرة ميركل وهدفها السماح بتوطيد العلاقات بين البلدين وبنائها على قواعد صلبة بحيث لا تكون مرتبطة بالتغييرات السياسية وبتغير الحكومات في البلدين.
ومن المعروف أن نتنياهو قد استاء كثيراً من امتناع ألمانيا من التصويت في الأمم المتحدة، وقد أجرى مستشاره للأمن القومي يعقوب عميدرور محادثة هاتفية مع مستشار ميركل كريستوف هويسغان عبر له فيها عن هذا الاستياء.
ويبدو أن امتناع ألمانيا من التصويت كان له سببان: أولاً، أن ميركل كانت قد طلبت طوال الأعوام الأربعة الماضية من نتنياهو القيام ببادرة حسن نية إزاء موضوع البناء في المستوطنات، لكن هذا الأخير رفض ذلك؛ ثانياً، تعامل نتنياهو مع الدعم الألماني بصفته أمراً مفروغاً منه، واستخدامه أداة في مواجهة سائر دول الاتحاد الأوروبي بشأن الموضوع الفلسطيني.