الفساد وحده لا يفسر فوز أحمدي نجاد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      ليس في إمكان حملته على الفساد أن تفسر الفوز الكبير، الذي حققه محمود أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة الإيرانية، التي جرت نهار الجمعة الفائت. ويبقى السؤال الذي يهمنا هو: هل كانت سياسة نجاد الخارجية، وقيامه بتطوير القدرات التكنولوجية النووية، وتصريحاته ضد إسرائيل، عوامل ذات وزن كبير في نتائج هذه الانتخابات؟

·      بحسب ما يؤكد المقربون من نجاد، فإنه قد ساهم في "رفع مكانة إيران"، وذلك نتيجة قيامه بمواجهة الدولة الأعظم في العالم، وليّ ذراعها. كما أنه اتبع سياسة خارجية أدت إلى توسيع نطاق النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وإلى جعل إيران منافساً قوياً للهيمنة العربية لكل من مصر وسورية، وتحويلها إلى عنصر حاسم في النزاعات المحلية، بحيث لم يعد هناك مفر من التوجه إليها من أجل إيجاد حلول لهذه النزاعات، في معظمها.

·      لكن في الوقت نفسه، لا بُد من القول إن نجاد يدرك أهمية العلاقات مع الولايات المتحدة، ولذا، فإن التقديرات التي فحواها إلى أنه سيستمر في تعزيز دور إيران باعتبارها الرأس المدبر لـ "محور الشر"، هي تقديرات غير كافية للحكم على المستقبل. علاوة على ذلك، يبدو أن واشنطن على استعداد، من جهتها، لأن تتحادث مع نجاد أيضاً.

إن نتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية من شأنها كذلك أن تحبط الذين ينظرون إلى الشرق الأوسط على أنه وحدة متجانسة، وبالتالي، توقعوا أن يؤثر فوز الأغلبية الموالية للغرب في لبنان، في نتائج الانتخابات في إيران. إن رؤية السلام الإقليمية لا يمكنها أن تتغاضى عن واقع أن كل دولة في الشرق الأوسط تملك منظومات داخلية تؤثر في سياستها الخارجية. من جهة أخرى، وعلى الرغم من مشاعر الرضى، التي انتابت حزب الله و"حماس" وسورية، فإن انتصار أحمدي نجاد لا يعفيها من ضرورة عرض حلول سياسية في مقابل المبادرة السياسية التي طرحها الرئيس الأميركي باراك أوباما.