".... إنني أشاطر رئيس الولايات المتحدة رغبته في إرساء عهد جديد من المصالحة في منطقتنا. وتحقيقاً لهذه الغاية، اجتمعت بالرئيس مبارك في مصر، وبالملك عبد الله في الأردن، للاستعانة بهذين الزعيمين في جهود توسيع دائرة السلام في منطقتنا.
إنني أتوجه الليلة إلى القادة العرب جميعهم، وأقول لهم: 'دعونا نتلاقى. دعونا نتحدث عن السلام. دعونا نصنع السلام. وأنا على استعداد للقائكم في أي وقت. أنا مستعد للذهاب إلى دمشق، إلى الرياض، إلى بيروت، وإلى أي مكان'.
إنني أدعو الدول العربية إلى التعاون مع الفلسطينيين ومعنا من أجل دفع السلام الاقتصادي قدماً. وبودي أن أوضح ما يلي: إن السلام الاقتصادي ليس بديلاً من السلام السياسي، لكنه يشكل عنصراً مهماً لتحقيقه. ومعاً، يمكننا القيام بمشاريع للتغلب على ما تفتقر إليه منطقتنا، مثل تحلية المياه، أو الاستفادة من المزايا التي نملكها هنا، مثل الطاقة الشمسية، أو استغلال موقعنا الجغرافي لمد أنابيب الغاز أو البترول، أو خطوط النقل التي تربط بين إفريقيا وآسيا، أو بين آسيا وأوروبا. ومعاً، يمكننا أن نحقق إنجازات كالمشاريع المبهرة التي أراها في الخليج 'الفارسي'. لقد أعجب العالم كله بها، وأنا معجب بها أيضاً. إنني أدعو أصحاب المشاريع الأكفاء في العالم العربي إلى المجيء والاستثمار هنا لمساعدة الفلسطينيين ومساعدتنا في تحفيز الاقتصاد....
______________
(*) النص مترجم من العبرية عن موقع ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية في الإنترنت:
http://www.pmo.gov.il/PMO/Communication/PMSpeaks/speechbarilan140609.htm
إنني أتوجه إليكم، جيراننا الفلسطينيين، بقيادة السلطة الفلسطينية، وأقول لكم: دعونا نبدأ بالمفاوضات فوراً، ومن دون شروط مسبقة. إن إسرائيل ملتزمة الاتفاقات الدولية وتتوقع من الأطراف جميعها الوفاء بالتزاماتها. نريد أن نعيش معكم في سلام وحسن جوار....
"إن تحقيق السلام يتطلب الشجاعة والصراحة من الجانبين، وليس فقط من الجانب الإسرائيلي. وعلى القيادة الفلسطينية أن تنهض وتقول ببساطة: 'كفانا لهذا الصراع. نحن نعترف بحق الشعب اليهودي في دولة خاصة به في هذا البلد، وسنعيش بجواركم في سلام حقيقي'.
إنني أتوق إلى تلك اللحظة، لأنه عندما يقول القادة الفلسطينيون هذه الكلمات لشعبنا ولشعبهم، فستُفتح الطريق أمام حل بقية المشكلات، مهما تكن صعبة. لذلك، فإن الشرط الأساسي لإنهاء النزاع هو الاعتراف الفلسطيني العلني والملزم والصريح بإسرائيل بوصفها دولة قومية للشعب اليهودي.
وكي يكون لهذا الإعلان مدلول عملي، لا بد أيضاً من موافقة واضحة على أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ستحل خارج حدود إسرائيل، ذلك بأنه من الواضح أن أي مطالبة بتوطين اللاجئين الفلسطينيين داخل إسرائيل تتناقض مع بقاء إسرائيل دولة للشعب اليهودي.... وأعتقد أنه بتوفر حسن النية والاستثمار المالي الدولي، يمكن حل هذه المشكلة الإنسانية مرة واحدة وإلى الأبد....
لكن علينا أيضاً قول الحقيقة كاملة: داخل أجزاء هذا الوطن اليهودي، يعيش جمهور كبير من الفلسطينيين. نحن لا نريد أن نحكمهم، ولا نريد أن ندير حياتهم، ولا أن نفرض علمنا أو ثقافتنا عليهم....
هاتان الحقيقتان - علاقتنا بأرض إسرائيل، والسكان الفلسطينيون الذين يعيشون هنا - أوجدتا خلافات عميقة في الرأي داخل المجتمع الإسرائيلي، لكن الحقيقة هي أن ما يجمعنا هو أكثر مما يفرق بيننا.
لقد جئت هذا المساء للتعبير عن هذه الوحدة، عن مبادئ السلام والأمن التي يوجد اتفاق واسع بشأنها داخل المجتمع الإسرائيلي، وهذه المبادئ هي التي توجه سياستنا.
هذه السياسة يجب أن تأخذ في الاعتبار الوضع الدولي الذي نشأ مؤخراً، لا بد من أن ندرك هذه الحقيقة، وفي الوقت نفسه، لا بد من أن نصرّ على المبادئ المهمة لدولة إسرائيل. لقد تطرقت إلى المبدأ الأول - الاعتراف. على الفلسطينيين الاعتراف بشكل واضح لا لبس فيه بإسرائيل دولة للشعب اليهودي.
المبدأ الثاني هو - نزع السلاح. ففي ظل أي تسوية سلمية، يجب أن تكون الأراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية مجردة من السلاح، وأن يقترن ذلك بترتيبات أمنية صارمة لمصلحة إسرائيل. ومن دون هذين الشرطين، فإن هناك تخوّفاً حقيقياً من نشوء دولة فلسطينية إلى جانبنا تصبح قاعدة إرهابية أخرى تعمل ضد إسرائيل، كما حدث في غزة....
من أجل تحقيق السلام، يجب أن نضمن أن الفلسطينيين لن يتمكنوا من إدخال صواريخ وقذائف إلى أراضيهم، ولا إنشاء جيش، ولا إغلاق المجال الجوي أمامنا، ولا إبرام تحالفات مع جهات مثل إيران وحزب الله....
ولذا، فإننا نطالب أصدقاءنا في المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، بما هو بالغ الأهمية لأمن اسرائيل: أن يكون هناك التزامات واضحة، في أي اتفاق سلام مستقبلي، بأن تكون الأراضي التي يسيطر عليها الفلسطينيون مجردة من السلاح، أي: من دون جيش، ولا سيطرة على المجال الجوي، مع تطبيق تدابير أمنية فاعلة لمنع تهريب السلاح إلى تلك الأراضي ـ أي رصد حقيقي، وليس كما يحدث اليوم في غزة. ومن الواضح أيضاً أن الفلسطينيين لن يكون بإمكانهم إقامة أحلاف عسكرية....
وبالنسبة إلى بقية القضايا المهمة التي ستناقش في إطار الحل النهائي، فإن مواقفي معروفة: إن إسرائيل بحاجة إلى حدود يمكن الدفاع عنها، ويجب أن تبقى القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، مع استمرار توفير الحرية الدينية لجميع الأديان.
إن المسألة الإقليمية ستناقش في إطار اتفاق السلام النهائي. وفي هذه الأثناء، لا ننوي بناء مستوطنات جديدة، ولا مصادرة أراضٍ إضافية وضمّها إلى المستوطنات القائمة، لكن هناك حاجة إلى تمكين السكان من العيش حياة طبيعية، وتمكين الأمهات والآباء من تربية أطفالهم مثل كل الأسر في أي مكان آخر. إن المستوطنين ليسوا أعداء الشعب، ولا أعداء السلام، بل إنهم جزء لا يتجزأ من شعبنا، شعبنا الصهيوني صاحب المبادئ والريادة.
إذا اتجه الفلسطينيون نحو السلام ـ في مكافحة الارهاب، وفي تعزيز الحكم الرشيد وسيادة القانون، وفي تربية أطفالهم من أجل السلام ووقف التحريض ضد إسرائيل، فسنقوم بدورنا ببذل كل جهد ممكن لتسهيل حرية الحركة لهم، ولتمكينهم من تطوير اقتصادهم. وكل هذا سيساعدنا على الدفع قدماً نحو إبرام معاهدة سلام بيننا.
وقبل كل شيء، على الفلسطينيين أن يختاروا بين طريق السلام وطريق حركة 'حماس'. وعلى السلطة الفلسطينية إرساء سيادة القانون في قطاع غزة والتغلب على 'حماس'. إن إسرائيل لن تجلس على طاولة المفاوضات مع الإرهابيين الذين يسعون لتدميرها".