· قبل وقت قصير من اللقاء الذي عقد بين جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، وإيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، هذا الأسبوع، التقى ميتشل أحد الزعماء اليهود البارزين في نيويورك. وخلال هذا اللقاء أعلن المبعوث الأميركي: "إن سياستنا بسيطة للغاية. لقد كذب الإسرائيليون علينا طوال أعوام. وهذا انتهى الآن".
· إن مشكلتنا الحقيقية لا تكمن في ما سيقوله أوباما في خطابه في القاهرة اليوم، وإنما في ما سيفعله ميتشل في القدس، التي ينتظر أن يصل قريباً إليها، وأن يشكل فريق عمل كبيراً.
· إن المقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يعتقدون أن رام عمانوئيل [مدير طاقم موظفي البيت الأبيض] هو أكثر الأشخاص كرهاً لإسرائيل في الإدارة الأميركية. ويعتقد آخرون أن المشكلة كامنة في الجنرال جيمس جونز [مستشار الأمن القومي]. مهما يكن ففي حال تمسك الإدارة الأميركية بما قاله ميتشل أعلاه، من المتوقع أن تندلع مواجهة غير مسبوقة بين إسرائيل والولايات المتحدة في المستقبل القريب.
· أمّا نتنياهو نفسه فإنه يؤكد للمقربين منه أن الإدارة الأميركية قررت أن تعيد إسرائيل إلى حدد 1967 في غضون عامين. لكن ثمة من يعتقد أن مواقف نتنياهو وفرت لهذه الإدارة ذريعة كي تمارس الضغط الشديد على إسرائيل. وما بقي أمام إسرائيل الآن هو انتظار وقوع معجزة أو حدث عالمي كبير من شأنه أن يغير جدول الأعمال في العالم.
مع ذلك هناك ثلاثة سيناريوهات لمواجهة هذا الوضع: الأول - الدخول في مواجهة مع الإدارة الأميركية؛ الثاني - التماشي مع أوباما على أمل أن يصمد الائتلاف الحكومي أو أن يتم تغييره؛ الثالث - التوصل إلى حل وسط، مثلاً أن يعلن نتنياهو تأييده إقامة دولة فلسطينية وتفكيك بؤر استيطانية غير قانونية، وذلك في مقابل الموافقة على استمرار البناء "لأغراض النمو الطبيعي" في الكتل الاستيطانية الكبرى [في الضفة الغربية]. لكن يبقى الكابوس الحقيقي، الذي يقض مضجع نتنياهو، هو احتمال أن يقوم الأميركيون، في الصيف القريب، بعرض خطة سلمية يكون في صلبها الانسحاب إلى حدود 1967.