العراق يقرر مكانة بوش في التاريخ
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       عندما بدأت معركة الانتخابات المبكرة في الولايات المتحدة، قبل عامين، كان الموضوع المركزي فيها هو التدخل الأميركي في العراق. وقد تنافس المرشحون الديمقراطيون فيما بينهم على الدعوة إلى انسحاب الجنود الأميركيين، ورغبوا في تحديد موعد قريب قدر الإمكان لهذا الانسحاب، بل حاولوا منع الكونغرس من رصد أموال لتمويل الوجود الأميركي هناك. غير أن الرئيس جورج بوش أصر على زيادة عدد الجنود الأميركيين في العراق، ونجح، بواسطة ذلك، في تقليل حجم الخسائر البشرية في صفوف الجنود والمدنيين، وبدأت الحكومة العراقية تؤدي مهماتها، وساهمت القوات العراقية في مكافحة "الإرهاب" بدلاً من الجنود الأميركيين.

·       لم يمر وقت طويل حتى كفّ العراق عن كونه موضوعاً مركزياً في حملة الانتخابات الأميركية، وذلك بعد أن بدا أن العملية العسكرية الأميركية هناك قد تتكلل بالنجاح. وكان من شأن ذلك أن يدعم المرشح الجمهوري جون ماكين، لكن في أثناء ذلك اندلعت الأزمة الاقتصادية، التي بدأت تتفاقم من يوم إلى آخر. وقد جرى تحميل الرئيس الحالي والحزب الجمهوري، اللذين ظهرا غير قادرين على إيجاد حل للأزمة، المسؤولية عنها.

·       من الواضح الآن أن الأزمة الاقتصادية ستُحل بمرور الوقت، وذلك بمساعدة الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأميركية الحالية، والتي ستتخذها الإدارة المقبلة برئاسة باراك أوباما. يبقى السؤال: ماذا سيحدث في العراق؟ إن ما سيحدث في العراق في المستقبل سيحدّد مصير ميراث بوش في الميزان التاريخي. فإذا ما هُزم "الإرهاب" وأصبح العراق أول دولة ديمقراطية عربية، فسيكون لذلك تأثير كبير في الشرق الأوسط وفي العالم كافة. في هذه الحالة ستصبح العملية العسكرية الأميركية في العراق حدثاً تاريخياً ذا أهمية كبيرة وسيقرر مكانة الرئيس بوش في التاريخ.