من عملية "عمود السحاب" إلى عملية "عمود النار" ضد إيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       لقد كنت من الذين اعتقدوا عشية اتخاذ قرار وقف اطلاق النار بضرورة القيام بعملية برية محدودة ضد غزة تثبت اصرارنا واستعدادنا للقيام بعملية أوسع من أجل تحسين شروط وقف اطلاق النار، ومن أجل ايجاد انطباع جيد لدى أغلبية مواطني إسرائيل. لكن على الرغم من هذا الكلام فإنني أشعر بالرضا عن القرار الذي اتخذته القيادة السياسية بوقف العملية.

·       إن الهدف من أي عملية عسكرية هو تغيير الواقع القائم بواقع مختلف أكثر ملاءمة للحاجات الاستراتيجية للدولة، وهذا ما يجب أن يكون موضع اهتمامنا.

·       إن قوة الردع التي حققتها العملية العسكرية الأخيرة في غزة ستختبر في المستقبل، وذلك بعد اتضاح "الثمن" الذي دفعه الخصم. ولا يمكن قياس قوة الردع بالخسائر التي لحقت بالبنية التحتية العسكرية لحركة"حماس"، التي يتحدث عنها المحللون عندنا من دون ان تكون لديهم المعلومات الاستخبارتية المطلوبة. بالاضافة إلى ذلك فإن الخسائر لا تشكل العامل الاساسي الذي نستطيع بواسطته التأكد من تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي يؤدي إلى التغيير المطلوب.

·       من هنا نطرح السؤال: ما الذي غيرته العملية العسكرية ضد غزة بالنسبة للهدف الاساسي لإسرائيل أي القضاء على الخيار النووي الإيراني، وضمان أمن إسرائيل؟ إن ما يمكننا قوله في هذا المجال إن عملية "عمود السحاب" قد حسنت إلى حد بعيد شروط مواجهة الخطر الإيراني. فالدعم الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل من الدول الغربية ومن رئيس الولايات المتحدة الأميركية ليس مصدره الموقف من الإرهاب، وإنما أيضاً سببه الحوار السياسي الذي قامت به إسرائيل وأخذها في الاعتبار المصالح المشتركة للغرب من دون الحاق الضرر بمصالحها. ولقد ساهم هذا الأمر في اعطاء دفع جديد من أجل تحقيق تعهدات الولايات المتحدة والعالم الغربي فيما يتعلق بالخطوات المطلوبة ضد المشروع النووي الإيراني. في الوقت نفسه فقد سمحت العملية الأخيرة لمصر بأن تعزز مكانتها في الشرق الأوسط ضمن المحور السني الذي يقف في مواجهة المحور الراديكالي الشيعي الذي تتزعمه إيران.

·       وما يمكن قوله هنا إن الخطر الذي قد تواجهه إسرائيل في الفترة المقبلة من الجبهة الجنوبية، خلال أي مواجهة إقليمية، سيكون محدوداً بسبب تقليص القدرة العسكرية "لحماس"، وفرض قوة الردع الإسرائيلية.

·        وفي الخلاصة فإن أغلبية الجمهور الإسرائيلي تدرك بأن استغلال فرصة وقف اطلاق النار على الصعيد الأمني- السياسي من جهة، ومن جهة أخرى الحفاظ على قوة الجيش الإسرائيلي وتأمين الهدوء في جنوب إسرائيل لمدة طويلة، هو قرار استراتيجي مهم للغاية، وهو الذي سيسمح لدولة إسرائيل مواجهة "عمود النار" ضد إيران والدفاع عن مستقبلها.

 

المزيد ضمن العدد 1544