إسرائيل تأخذ في الاعتبار إمكان تصاعد التوتر في الحدود الشمالية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      تتابع إسرائيل، وبترقب شديد، آخر التطورات في لبنان، وذلك على أعتاب الانتخابات العامة التي ستجري هناك في 7 حزيران/ يونيو المقبل. فعلى الرغم من أن التقديرات السائدة في أروقة مؤسسة الاستخبارات الإسرائيلية تؤكد عدم وجود مصلحة لدى حزب الله في تصعيد الأوضاع في مقابل الجيش الإسرائيلي، إلا إن هذه المؤسسة تأخذ في الاعتبار، احتمالات تصاعد التوتر في الحدود الشمالية.

·      يبدو أن الصيف المقبل سيستقطب اهتماماً عالمياً بمحورين اثنين: الأول ـ سباق التهديدات والاستعدادات، والذي يدور في الآونة الأخيرة بين إيران وإسرائيل بسبب تقدم المشروع النووي الإيراني؛ الثاني ـ حملة الضغوط التي تمارسها إدارة [الرئيس الأميركي] باراك أوباما على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من أجل وقف البناء في المستوطنات، والتحرك في اتجاه التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

·      غير أن الأحداث المتعلقة بالجبهة الشمالية تدل، هي أيضاً، على احتمال تفاقم التوتر بصورة سريعة للغاية. وما يعزز هذه التقديرات هو الأحداث المتراكمة خلال الأسبوعين الفائتين، ومنها: موجات الكشف عن "شبكات التجسس الإسرائيلية" من طرف أجهزة الاستخبارات اللبنانية؛ التقرير الإخباري الذي نشرته مجلة "دير شبيغل" في ألمانيا بشأن تقرير لجنة الأمم المتحدة الذي يتهم حزب الله (وليس سورية) باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري؛ تحذير مسؤول رفيع المستوى في حزب الله من وجود خطة إسرائيلية لاغتيال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله؛ استمرار تبادل الاتهامات بين مصر وحزب الله في إثر اكتشاف شبكة استخبارات تعمل في مصر.

·      إن ما تجدر الإشارة إليه هو أنه في أواخر سنة 2001، جرى تقديم وثيقة إلى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية توقع أصحابها أن يكون الحريري معرضاً للاغتيال من جانب حزب الله. كما أنه عقب عملية الاغتيال بوقت قصير اتهم أحد كبار المسؤولين في شعبة الاستخبارات العسكرية حزب الله بارتكاب هذه العملية، غير أن أحداً لم يشاطره رأيه هذا، فبقي بمثابة "رأي أقلية".

·      إن حزب الله ما زال لديه "حساب مفتوح" مع إسرائيل التي يتهمها باغتيال عماد مغنية. وفي الأسبوع الفائت ادعى حسن موسوي، أحد كبار قادة الحزب، أن إسرائيل معنية باغتيال نصر الله، وأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية.

·      لا شك في أن هذه الأحداث كلها تستلزم زاوية تأمل جديدة من أجل تقويم الخطوات التي ستقدم إسرائيل عليها. ففي الأسبوع المقبل، ستجري مناورات دفاعية إسرائيلية قطرية ستشمل سيناريو إطلاق صواريخ وقذائف هاون من عدة جبهات على الجبهة الإسرائيلية الداخلية. كما جرى حديث، خلال الأيام القليلة الفائتة، عن احتمال بقاء قائد المنطقة العسكرية الشمالية، اللواء غادي أيزنكوت، والذي يعتبر المرشح الأوفر حظاً لتولي منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة، في منصبه الحالي عاماً آخر، وذلك بسبب حساسية الجبهة الشمالية.

·      ولا يجوز أن نسقط من حسابنا قيام حزب الله، بتصعيد المواجهة مع إسرائيل، وذلك كي يتهرب من الاتهامات الموجهة إليه. وهناك سابقة تعزز هذا الاحتمال، إذ إن حزب الله، عندما وجد نفسه خلال صيف سنة 2006 في خضم الأزمة الناجمة عن الحوار اللبناني الداخلي، قام بعملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين، والتي أدت إلى اندلاع حرب مع إسرائيل.

·      من ناحية أخرى، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تجري مناقشات داخلية بشأن التداعيات التي ربما تترتب على احتمالات تحقيق حزب الله نصراً كاسحاً في الانتخابات اللبنانية العامة. وتؤكد إسرائيل، في العلن، أنها لا ترغب في نصر كهذا لأنه سيُعد إنجازاً لإيران وحلفائها في المنطقة.