المستوطنون يجعلون حل الدولتين مستحيلاً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      منذ أن عُرضت خطة "خريطة الطريق"، في نيسان/ أبريل 2003، والحكومات الإسرائيلية تتعهد بتفكيك 22 بؤرة استيطانية غير قانونية، علماً بأن هناك عشرات البؤر الاستيطانية المماثلة، والتي أقيمت بصورة شبه قانونية.

·      لقد أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع الحكومة هذا الأسبوع، أن إسرائيل "لن تقيم مستوطنات جديدة"، لكنه أضاف أنه "لن يكون منطقياً ألاّ نقوم بتوفير حلول للنمو الطبيعي". وهكذا، فإنه تحت غطاء "النمو الطبيعي" تسيطر المستوطنات الإسرائيلية القائمة على التلال المحاذية أو على الأراضي الزراعية الفلسطينية.

·      إن استراتيجيا المستوطنين في المناطق [المحتلة] تهدف إلى غاية واحدة هي فرض المزيد من حقائق الأمر الواقع على الأرض، الأمر الذي يقضي على إمكان التوصل إلى أي حل جغرافي يرقى إلى مستوى دولة فلسطينية، أو حتى مستوى كانتونات.

·      والمستوطنون يفعلون ذلك، في الآونة الأخيرة، بواسطة طريقتين: الأولى ـ الاستمرار في التوسع طوال الوقت؛ والثانية ـ تحويل عملية تفكيك مستوطنات غوش قطيف [في قطاع غزة] إلى صدمة مستمرة ومرهونة بأعباء مالية باهظة، وذلك كي يتم منع عملية تفكيك مستوطنات أوسع كثيراً في الضفة الغربية.

·      لقد تعهد [وزير الدفاع] إيهود باراك بتفكيك 22 بؤرة استيطانية غير قانونية، في غضون "الأسابيع القليلة المقبلة". ولا شك في أن إعلانه هذا أثار سخرية كل من سمعه، فهو لم يقدم على تفكيك بؤرة استيطانية غير قانونية واحدة عندما كان وزيراً للدفاع في حكومة إيهود أولمرت، على الرغم من حصوله على دعم هذا الأخير لعملية كهذه، فهل سيقدم على ذلك الآن في ظل حكومة برئاسة نتنياهو الذي يؤيد توسيع المستوطنات؟

صحيح أن الإسرائيليين، في معظمهم، يؤيدون حل الدولتين، غير أن المستوطنين ينجحون في جعل هذا الحل مستحيلاً، على الرغم من كونهم أقلية.