الخيار العسكري الإسرائيلي إزاء إيران لفظ أنفاسه الأخيرة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن الخيار العسكري الإسرائيلي في كل ما يتعلق بإيران، لفظ أنفاسه الأخيرة، وقد صدرت شهادة وفاته من جانب إدارة رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما. فالمسؤولون الكبار جميعهم في هذه الإدارة، بدءاً من الرئيس نفسه، ومروراً بنائبه جو بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس وآخرين، يرسلون في الآونة الأخيرة إشارات قوية إلى إسرائيل فحواها أنها لا تملك الإذن في مهاجمة إيران.

·      علاوة على ذلك، قامت هذه الإدارة بإيفاد رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية [سي. أي. إيه]، ليئون بانيتا، إلى إسرائيل كي يوضح لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن أي هجوم على إيران "سيتسبب بمشكلة كبرى".

·      وحتى إذا افترضنا أن إسرائيل تملك قدرة عسكرية على شن هجوم ضد إيران يهدف إلى منعها من تطوير سلاح نووي، فإن فرصة هذا الخيار العسكري الإسرائيلي كانت، في واقع الأمر، محدودة للغاية حتى قبل أن تتسلم الإدارة الأميركية الحالية مهمات منصبها. أمّا الآن فإن هذه الفرصة لم تعد قائمة قط.

·      إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، غير مستعد للاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، ولا ينوي إجراء مفاوضات جادة مع سورية مرهونة بالتنازل عن الجولان. وهذه المواقف ستؤدي إلى تقليص التأييد الدولي لإسرائيل.

·      غير أن الأهم من ذلك كله هو أنه يوجد رئيس جديد في واشنطن، وأن هذا الرئيس الجديد بلور سياسة مختلفة إزاء إيران، أعلن في إطارها بدء مفاوضات معها.

·      إن المصلحة العليا لسياسة إسرائيل الأمنية تستلزم عدم المبادرة إلى اتخاذ خطوات استراتيجية تتناقض مع المصالح الحيوية للولايات المتحدة أو تمسّها. وكانت هذه المصلحة العليا وراء صوغ القرارات المصيرية جميعها، التي تتعلق بالحرب والسلام في إسرائيل على مدار تاريخها كله. وإذا كانت هذه المصلحة العليا لا تزال حجراً أساسياً في سياسة إسرائيل الأمنية، فلا بُد من أن تمتنع، هذه المرة أيضاً، عن سلوك يخالف الرغبة المعلنة للولايات المتحدة. وفي حال عدم قيام الولايات المتحدة بتغيير سياستها، فإن إسرائيل تكون خسرت الخيار العسكري، هذا إذا كانت تملكه أصلاً.