تفكيك بؤرة "معوز إستير" لا ينطوي على انعطافة جوهرية في سياسة إسرائيل الاستيطانية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن التصريحات الحادة التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بشأن ضرورة تفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية، بل حتى تفكيك بؤرة "معوز إستير" يوم أمس، لا ينطويان على انعطافة جوهرية في السياسة الإسرائيلية إزاء الاستيطان في المناطق [المحتلة].

·      من المعروف أن إسرائيل تعهدت للولايات المتحدة بأن تقوم بتفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية منذ ستة أعوام على الأقل، أي منذ إعلان خطة "خريطة الطريق" في نيسان/ أبريل 2003، وقامت، بين الفينة والأخرى، بتفكيك بؤرة واحدة أو اثنتين. ولا شك في أن الموقف الحازم، الذي أبداه رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، إزاء المستوطنات، خلال لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في هذا الأسبوع، سيضطر الحكومة الإسرائيلية إلى القيام ببضع خطوات رمزية في غضون الفترة القليلة المقبلة.

·      إن تصريحات باراك هذه شبيهة بالتصريحات التي يواصل على إطلاقها منذ نحو عامين. غير أنه من أجل تنفيذ خطة عملانية مفصلة [تهدف إلى تفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية] يجب الاعتماد على مئات الجنود الإسرائيليين، لا على أفراد الشرطة فقط، كما حدث لدى تفكيك بؤرة "معوز إستير" يوم أمس. ولا بُد من أن تؤدي خطوة كهذه إلى جباية ثمن سياسي باهظ من نتنياهو.

·      من المتوقع أن يكون هناك خطوات أخرى في مجال تفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية، لكننا في الوقت نفسه، نشهد زيادة في أعمال البناء الجارية في الكتل الاستيطانية، وذلك بتشجيع من وزير الدفاع نفسه.

·      إن تفكيك بيوت التنك في بؤرة "معوز إستير"، والتي أعيد بناؤها من جديد في غضون بضع ساعات، لن يرضي إدارة أوباما. ومن الصعب أن تقوم هذه الإدارة بتخفيف وطأة ضغوطها من دون أن تتخذ إسرائيل خطوات كبيرة ومهمة في هذا الشأن.