مصادر أميركية: أوباما لن يطرح مبادرة سلام جديدة في الخطاب الذي سيلقيه في مصر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

اتفق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي اختتم زيارته لواشنطن أمس، مع رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، على تشكيل طواقم عمل مشتركة للبحث في الموضوع الإيراني، والمستوطنات، وتطبيع العلاقات [مع الدول العربية]. وترغب الإدارة الأميركية في بلورة خطة مع إسرائيل لإحراز تقدم في موضوع إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية وتجميد المستوطنات، وفي فتح معابر قطاع غزة، وإزالة حواجز من الضفة الغربية. وتترقب الإدارة جلسة الحكومة الإسرائيلية التي ستعقد الأحد المقبل، والتي يتوقع أن يجري خلالها مناقشة للوضع في غزة، وهي ترغب في أن تطبق إسرائيل مزيداً من التسهيلات في المعابر.

وقال مصدر أميركي لصحيفة "هآرتس" أمس إن الإدارة الأميركية تتوقع أن تقوم إسرائيل ببوادر حسن نية تجاه السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وإذا أمكن، قبل خطاب أوباما الذي سيلقيه في القاهرة في 4 حزيران/ يونيو. وعلى حد قوله، فإن قيام إسرائيل ببوادر حسن نية تجاه الفلسطينيين سيسهّل على الإدارة الأميركية أن تطلب من الدول العربية القيام بخطوات تطبيع للعلاقات مع إسرائيل.

وفي هذه الأثناء، تمارس المملكة العربية السعودية الضغط على الإدارة الأميركية كي تتقدم بخطة تفصيلية لتسوية إسرائيلية ـ فلسطينية، ثم تدعو الطرفين إلى التفاوض بشأن تطبيقها. واقترحت جهات سعودية رفيعة المستوى على الإدارة أن تنشر خطة على غرار مقترحات الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، التي دعا فيها إلى انسحاب إسرائيلي شبه كامل من الضفة الغربية، وإلى تقسيم القدس، واقترح حلاً معقداً لمشكلة اللاجئين.

وقالت جهات سعودية رفيعة المستوى، في محادثات مغلقة، أنها تتحفظ على الأفكار التي طُرحت بشأن تعديل مبادرة السلام العربية، وخصوصاً تعديل "بند اللاجئين" بحيث يصبح ملائماً أكثر لإسرائيل. وقد اقترح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في محادثاته مع كل من الرئيس أوباما، والزعيمين المصري والأردني، تعديل المبادرة العربية بحيث تصبح أساساً متفقاً عليه للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية. وقال نتنياهو في واشنطن إن الاتجاه العام للمبادرة العربية "حسن"، لكنه ليس على استعداد لتوقيع بنودها كلها، كما أعرب نتنياهو عن سروره لموافقة أوباما على أن تقوم الدول العربية، منذ الآن، بخطوات لتطبيع العلاقات بالتدريج مع إسرائيل، وذلك من أجل تسهيل الأمور على الرأي العام في إسرائيل. ورفضت الجهات السعودية أفكار التطبيع على مراحل موضحة أنها تفضل المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية شاملة.

وسيعرض أوباما مبادئ سياسته تجاه الشرق الأوسط في الخطاب الذي سيلقيه في القاهرة في 4 حزيران/ يونيو. وقالت جهات أميركية للمسؤولين الإسرائيليين [الذين رافقوا نتنياهو] إن الرئيس لن يطرح مبادرة سلام جديدة، وإنما سيركز على القول أنه يمد يده إلى العالمين العربي والإسلامي، وسيعلن أيضاً مبادئ سياسته فيما يتعلق بالعملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية، لكن من دون تفصيلات. وستواصل الإدارة الحالية، في الوقت الراهن، التمسك بمبادئ "خطة خريطة الطريق" التي ورثتها عن سابقتها.

وسيدعو أوباما رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي سيزور واشنطن في الأسبوع المقبل، إلى استئناف المفاوضات مع إسرائيل على الفور، وعدم وضع شروط مسبقة للحوار. وتعتقد أوساط الإدارة الأميركية أن وضع مثل هذه الشروط لن يؤدي إلاّ إلى تصلب الطرفين في مواقفهما، وأنه لا يساهم في تحسين الأجواء، ولا في دفع المفاوضات قدماً.