قال الجنرال احتياط عاموس يادلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية [أمان]، إن على إسرائيل ألاّ تتصدر المعركة العسكرية ضد إيران الرامية إلى كبح برنامجها النووي، وأن تكون جزءاً من المعركة الدولية.
وجاءت أقوال يادلين هذه في سياق أول لقاء عقده مع مندوبي وسائل الإعلام أمس (الثلاثاء)، وذلك بعد مضي أكثر من عام على إنهائه مهمات منصبه، ولا شك في أن هذه الأقوال تنسجم مع الموقف الذي يعبر عنه رئيس جهاز الموساد السابق مئير داغان في هذا الشأن.
وأضاف يادلين: "إننا نقترب من اللحظة التي لا بد فيها من اتخاذ قرار حاسم بشأن كبح البرنامج النووي الإيراني، وما يجب قوله هو أن تحول إيران إلى دولة نووية لا يعتبر مشكلة بالنسبة إلى إسرائيل وحدها، لذا فإن مَنْ جعل إسرائيل تتصدر المعركة ضد هذا البرنامج ارتكب خطأ فادحاً، ذلك بأن من الأفضل لها في جميع الأحوال أن تكون جزءاً من المعركة الدولية."
وأشار يادلين إلى أنه في حال تعرّض إيران لهجوم عسكري إسرائيلي على منشآتها النووية فإنها سترد بقسوة، بما في ذلك من خلال حزب الله و"حماس"، لكنه شدد على وجود منظومات دولية ستحول دون اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران. وأكد أن البرنامج النووي الإيراني يشكل خطراً مصيرياً على إسرائيل، إلاّ إن ذلك لا يعني أنه في اللحظة التي تملك فيها إيران قدرة نووية فإنها ستقضي على إسرائيل.
ودعا يادلين إلى الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع جهات تملك قدرات عملانية أكبر من القدرات التي تملكها إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أن يادلين رفض، منذ أن أنهى مهمات منصبه، عدة عروض للانخراط في الحياة السياسية أو لإدارة مشروعات اقتصادية، وقبل أسبوع تسلم منصب رئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب خلفاً للدكتور عوديد عيران.
من ناحية أخرى، قال رئيس جهاز الموساد السابق مئير داغان، في مقابلة أجراها معه برنامج "عوفدا" [الحقيقة] في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية (من المتوقع أن يجري بثها مساء اليوم، الأربعاء)، إن أي هجوم عسكري إسرائيلي على إيران سيؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية، وأكد أن رئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزير المالية لن يتمكنوا من منعه من الإعراب عن رأيه في شأن الموضوع الإيراني.
وتطرق داغان في المقابلة نفسها إلى تصريحات أدلى بها وزير الدفاع إيهود باراك مؤخراً، وقال فيها إن الهجوم الإسرائيلي على إيران في حال شنه لن يكون سبباً في وقوع ضحايا كثيرة في إسرائيل، فقال إنه يعتقد أن حجم الدمار وشل مجريات الحياة والضحايا البشرية، التي ستترتب على الرد الإيراني، سيكون كبيراً جداً.