· هناك شك فيما إذا كانت إدارة [الرئيس الأميركي] باراك أوباما قد بلورت سياستها الشرق أوسطية، لكن مع ذلك فإن بعض الفرضيات الأساسية، التي تم طرحها في هذا الشأن، تثير القلق والاستغراب.
· الفرضية الأساسية الأولى هي التي تقول إن قدرة الولايات المتحدة على مواجهة إيران مرهونة بقدرتها على تحقيق تقدم في المسار الفلسطيني. إن دلالة هذه الفرضية هي أن قوة الولايات المتحدة العظمى في مقابل إيران مرهونة، من ضمن أشياء أخرى، بعدم بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة وبإزالة ثلاثين حاجزاً عسكرياً إسرائيلياً، بينما تكمن قدرة الولايات المتحدة على مواجهة إيران في الحقيقة، وأساساً، في إقامة تحالف فعال مع روسيا والصين، وفي نجاحها في مواجهة كوريا الشمالية وحركة طالبان في أفغانستان وباكستان.
· أمّا الفرضية الأساسية الثانية، التي تثير القلق، فهي الإيمان الغيبي بأن الحل السحري [للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني] كامن في مبدأ "الدولتين". ومع أن هذا المبدأ مهم للغاية (ويجب علينا أن نحرص دائماً على التأكيد على موضوع الشعب اليهودي في مقابل الشعب الفلسطيني) إلا أنه لم يتحول حتى الآن إلى برنامج سياسي قابل للتطبيق، ولذا فإنه لن يؤدي إلى أي حل.
إن السؤال المطروح في الوقت الحالي هو: ما هي الاستراتيجيا والسياسة (وليس الشعارات) اللذان سيتبعهما أوباما في ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية وبالموضوع السوري أيضاً؟