خطة سرية إسرائيلية لإحباط تقسيم القدس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تعمل الحكومة، بالتعاون مع الجمعيات الاستيطانية، على تطويق البلدة القديمة في القدس بتسع حدائق وطنية، ومنتزهات، وممرات، من خلال إجراء تغيير جذري في الوضع القائم في المدينة. وقد أنيط تنفيذ هذه الخطة السرية بـ "سلطة تطوير القدس". وجاء في تقرير قدمته السلطة إلى رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت في 11 أيلول/ سبتمبر 2008 أن هدف المشروع هو "إيجاد منطقة متصلة من الحدائق تحيط بالبلدة القديمة"، من أجل "تعزيز مكانة القدس كعاصمة لإسرائيل".

إن هذه الخطة التي تبناها ديوان رئيس الحكومة ورئيس بلدية القدس هي سرية ولم تخضع لأي نوع من النقاش العام. ووفقاً لتحليل أجرته جمعية "عير عَميم" التي كشفت هذه الخطة، منظمة غير ربحية مكرسة لقضايا القدس التي تؤثر في أوضاع الإسرائيليين والفلسطينيين، فإن الدافع هو فرض هيمنة إسرائيلية على المنطقة الواقعة حول البلدة القديمة "بوحي من إيديولوجيا اليمين المتطرف". ويتبين من تحليل "عير عَميم" أن الغاية هي إيجاد منطقة متصلة جغرافياً من المواقع التاريخية اليهودية وربطها بالمستوطنات الاستراتيجية حول القدس.

وتقول الجمعية في تحليلها إن هذه الخطة تتكامل مع خطة أخرى أقرتها بلدية القدس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 وتهدف إلى تسريع عمليات التطوير في أحد أهم المواقع الأثرية في إسرائيل [ما يسمى بمدينة داود]، وأن التنفيذ سيتم عبر إبعاد السكان الفلسطينيين عن أماكنهم.

ويقول المحامي داني زايدِنمان الذي ينتمي إلى جمعية "عير عِميم" إن "هناك تداخلاً خطراً بين هذه الخطة ومشاريع المستوطنين الذين يهدفون إلى منع أي حل سياسي مستقبلي في منطقة لب النزاع".