حزب الله يزداد اعتماداً على إيران
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يبدو أن القوة العسكرية لحزب الله بعد مرور أكثر من أربعة أعوام على حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006] قد بلغت أقصى ذروتها، ذلك بأنه أصبح يملك قوة مسلحة يبلغ تعدادها 30 ألف مقاتل نصفهم في الخدمة الاحتياطية، في حين أنه كان يملك في إبان تلك الحرب 14 ألف مقاتل فقط بمن في ذلك تشكيلات الاحتياط.

·       ومع هذا، فإن حزب الله يعاني أزمة اقتصادية جرّاء أزمة النفط العالمية والعقوبات المفروضة على إيران، إذ إن هاتين المسألتين تسببتا بخفض حجم المساعدات المالية التي تقدمها إيران له بنحو النصف. ولعل أوضح دليل على ذلك هو إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال زيارته للبنان مؤخراً، التبرع بمبلغ 450 مليون دولار إلى الحزب في حين أن إيران كانت تقدّم له في السابق مساعدات مالية سنوية تصل إلى مبلغ 900 مليون دولار وأحياناً إلى مليار دولار. وفي ضوء تقليص أموال المساعدات الإيرانية فإن حزب الله بات مضطراً إلى خفض عدد مقاتليه وحجم أسلحته.

·       من ناحية أخرى فإنه منذ اغتيال قائد الجناح العسكري في حزب الله عماد مغنية في دمشق قبل بضعة أعوام، بدأ تدخُّل الضباط الإيرانيين من أفراد الحرس الثوري في قيادة جناحه العسكري يزداد. وبناء على ذلك فإن الحزب أصبح معتمداً على إيران إلى حدّ كبير، ليس من الناحية المالية فحسب، بل من ناحية القيادة العسكرية أيضاً. وثمة شكوك كبيرة في إسرائيل فيما يتعلق باستقلال حزب الله وبقدرته على أن يقرر بمفرده نشاطاته السياسية والعسكرية في داخل لبنان أو في مقابل الجبهة الإسرائيلية.

·       وتجدر الإشارة إلى أنه في إثر اغتيال مغنية قام الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، بتسلم المسؤولية المباشرة عن الموضوعات السياسية التي كان مغنية مسؤولاً عنها، وفي مقدمها العلاقات مع سورية ومع إيران وأجهزتها الأمنية، وتسلّم مصطفى بدر الدين، صهر مغنية، المسؤولية عن بناء قوة الحزب. ويُعتبر بدر الدين المشتبه الأكبر في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، ولذا فإن تقديمه إلى المحاكمة من شأنه أن يفجر حرباً أهلية أخرى. وهناك مجلس عسكري يتولى المسؤولية عن مجالات أخرى كان مغنية خبيراً بها مثل القيام بعمليات "إرهابية" خارج لبنان.

·       غير أن المسؤول عن هذه الهيئات كلها هو الجنرال الإيراني حسن مهدوي، قائد طابور لبنان في الحرس الثوري الإيراني، الذي يقيم في بيروت، ويعمل إلى جانبه مجلس استشاري يضم عشرات الضباط والخبراء الإيرانيين الذي يعملون مستشارين مهنيين لحزب الله.

على صعيد آخر قام القائد العام للجيش اللبناني مؤخراً باستبدال قادة الألوية الأربعة للجيش في جنوب لبنان، بمن في ذلك قائد اللواء التاسع الذي كان معروفاً بصلاته الوثيقة بحزب الله ومقاربته المتطرفة إزاء المواجهة مع إسرائيل، والذي كان مسؤولاً قبل نحو شهرين ونصف شهر عن وقوع استفزاز في منطقة الحدود الشمالية [حادث العديسة] أسفر عن مقتل أحد الضباط الإسرائيليين. ولا يوجد أي دليل حتى الآن على أن هذه التغيرات مرتبطة بالحادث المذكور، لكن يمكن القول إنه منذ ذلك الحادث لم تُسجل أي تحركات خطرة من طرف الجيش اللبناني مثل التلويح بالسلاح أو توجيه صواريخ آر ـ بي ـ جي نحو جنود الجيش الإسرائيلي أو آلياته العسكرية. ويبدو أن ذلك كله هو بمثابة إشارة من طرف لبنان إلى رغبته في خفض حدّة التوتر مع إسرائيل.