المستقبل الديموغرافي للشعب اليهودي موجود في إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       في سنة 1970، بلغ العدد الإجمالي ليهود العالم نحو 12,5 مليون نسمة، لكن منذ ذلك الحين وحتى اليوم حدث تراجع في نمو أعداد يهود الشتات. ويبلغ العدد الإجمالي لليهود في جميع أنحاء العالم اليوم نحو 13 مليون نسمة، والجوالي الكبرى موجودة في الولايات المتحدة ـ نحو خمسة ملايين نسمة، وفرنسا - نحو 490 ألفاً، وكندا - نحو 375 ألفاً، وبريطانيا - نحو 300 ألف. ويوجد نحو نصف الشعب اليهودي اليوم في إسرائيل. ويعدّ انخفاض معدلات الولادة من الأسباب الرئيسية في تراجع عدد اليهود، إذ يبلغ المتوسط بين يهود الشتات 1,5 ولد لكل امرأة، في حين أنه من المفترض أن يكون ولدان على الأقل من أجل المحافظة على نمو سكاني ثابت.

·       يتشابه اليهود في هذا المجال مع سكان أوروبا الغربية الذين يتناقصون باطراد بسبب انخفاض معدلات الولادة. غير أن العامل الآخر المسؤول عن تراجع أعداد الجوالي اليهودية هو ارتفاع نسبة الزيجات المختلطة، إذ تبلغ النسبة أكثر من 50% في الولايات المتحدة، ونحو 40% في إنجلترا وفرنسا. وبالتالي فإن تركيبة الجوالي اليهودية في الشتات تتميز بكثرة عدد المسنّين وقلة عدد الشبان، والدلالة الرئيسية لهذا الأمر هي أن الجوالي مهددة بخطر الانقراض على المدى البعيد.

·       أما في إسرائيل فالاتجاهات معكوسة تماماً. إن عدد اليهود يبلغ اليوم نحو 5,7 ملايين نسمة. وإذا كانت الزيادة السكانية اليهودية في السابق ناجمة أساساً عن موجات الهجرة، فإن النمو الطبيعي على مدار العقد الماضي (متوسط عمر يعدّ من الأعلى في العالم ويبلغ 80,2 عاماً، ومعدلات ولادة ترتفع باطراد) هو ما يؤدي إلى الزيادة في عدد اليهود. ويبلغ معدل الولادة نحو 2,7 أولاد للمرأة، ولذا فإن تركيبة الأجيال عندنا متوازنة، في حين يوجد الجزء الأكبر من الشباب اليهودي في دولة إسرائيل.

·       غير أن ما يميّز دولة إسرائيل عن يهود الشتات بصورة حادة هو قلة عدد الزيجات المختلطة في إسرائيل. وبالتالي فإن المستقبل الديموغرافي للشعب اليهودي موجود في دولة إسرائيل.

·       هناك استنتاجان أساسيان يترتبان على ما ورد أعلاه: أولاً، على دولة إسرائيل، باعتبارها دولة الشعب اليهودي، أن تعمل على دفع مزيد ومزيد من اليهود إلى الهجرة إلى إسرائيل. وهذا الأمر لن يؤدي فقط إلى زيادة عدد اليهود في إسرائيل وتعزيز الأكثرية اليهودية فيها، بل إنه سيمنع تراجع العدد الإجمالي لليهود في أنحاء العالم أيضاً. إن السؤال المتعلق بما إذا كان من المحبذ، أو من الصواب، أن يهاجر يهود الشتات جميعهم إلى إسرائيل، كواجب وطني أسمى، يجب أن يناقش بشكل منفرد. وفي رأيي أنه يجب أن تبقى جالية يهودية أميركية نوعية [في الولايات المتحدة] تحتفظ بهوية يهودية قوية.

ثانياً، إن مَن يفكر أن إسرائيل يجب أن تكون "دولة جميع مواطنيها" يفصل إسرائيل عن يهود العالم - ظهيرها الاستراتيجي والديموغرافي - ويهود العالم عن إسرائيل. ونتيجة ذلك ستكون السير المؤكد نحو الأفول ـ أفول الدولة وكذلك الشعب اليهودي بأجمعه.