علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن كلاً من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، قررا في ختام الاجتماع الذي عقداه مساء أمس (الخميس) في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب وخصص لتقدير الموقف في قطاع غزة، توسيع نطاق عملية "عمود السحاب" العسكرية التي بدأت إسرائيل بشنها على القطاع منذ بعد ظهر أول أمس (الأربعاء)، وبناء على ذلك بدأ الجيش الإسرائيلي بإعداد العدة لتجنيد 30,000 جندي من تشكيلات الاحتياط تمهيداً لاحتمال القيام بعملية عسكرية برية.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى للصحيفة إن إطلاق عدة صواريخ من القطاع على منطقة غوش دان [وسط إسرائيل] مساء أمس (الخميس)، وذلك لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً، أي منذ حرب الخليج الأولى سنة 1991 [التي تعرضت فيها هذه المنطقة لسقوط صواريخ من طراز سكود أطلقت من العراق]، هو الذي دفع رئيس الحكومة ووزير الدفاع إلى اتخاذ القرار القاضي بتوسيع نطاق العملية العسكرية المستمرة. وعلى ما يبدو فإن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية الذي عقد اجتماعاً خاصاً أول أمس (الأربعاء) للمصادقة على هذه العملية هو الذي اتخذ مثل هذا القرار، وخوّل نتنياهو وباراك صلاحية تنفيذه إذا ما اقتضت الحاجة.
وأضافت هذه المصادر السياسية نفسها أن إسرائيل لا تجري في الوقت الحالي أي اتصالات لوقف إطلاق النار، بل إنها عاقدة العزم على الاستمرار في العملية العسكرية، وتعد العدة لتوسيع نطاقها.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، في اتصالات هاتفية أجراها خلال اليومين الفائتين مع وزراء خارجية كل من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وكندا وبلغاريا، أن إسرائيل لا تنوي أن تكتفي باتفاق وقف إطلاق نار يتم اختراقه مرة كل أسبوع أو أسبوعين، وتتطلع إلى تحقيق ردع في مقابل الفصائل الفلسطينية في غزة يحول دون عودتها إلى إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على المنطقة الجنوبية.
وقام سلاح الجو الإسرائيلي أمس (الخميس) بشن نحو 200 غارة على أهداف متعددة في القطاع.
وعقد رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بني غانتس أمس (الخميس) اجتماعاً لتقدير الموقف في قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية، وقد أسفر عن إقرار مزيد من الأهداف لإضافتها إلى بنك الأهداف التي يقوم سلاح الجو بتدميرها.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي إن أغلبية الأهداف التي تعرضت للقصف خلال اليومين الفائتين كانت عبارة عن آبار خاصة معدة لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على المنطقة الجنوبية.
ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام الفلسطينية والأجنبية، فقد قتل منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية ضد القطاع 14 فلسطينياً معظمهم من نشيطي حركة "حماس"، وفي مقدمهم قائد الجناح العسكري للحركة أحمد الجعبري، كما قتلت امرأة حامل وطفلان.
وقال رئيس الحكومة نتنياهو، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام الأجنبية أمس (الخميس)، أنه أجرى اتصالات هاتفية مع زعماء من شتى أنحاء العالم، بينهم زعماء كل من فرنسا وهولندا وروسيا وكندا، وخرج بانطباع فحواه أنهم يتفهمون حاجة إسرائيل إلى الدفاع عن نفسها وعن أمن سكانها، كما أنهم يتفهمون أنه لا توجد أي دولة في العالم مستعدة لأن يعيش مواطنوها تحت وطأة "الإرهاب" الصاروخي.
وأضاف رئيس الحكومة: "لقد تحدثت أمس [أول أمس الأربعاء] مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وأعربت أمامه عن تقديري الكبير لدعمه ودعم الولايات المتحدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وأوضحت له ما هو واضح لكم جميعاً، وفحواه أن حماس وسائر المنظمات الإرهابية في قطاع غزة ترتكب جريمتي حرب في آن واحد، ذلك بأنها تختبئ وراء المدنيين في غزة في الوقت الذي تطلق الصواريخ على السكان المدنيين في إسرائيل."
وأشار نتنياهو إلى أنه خلال الساعات الـ 24 الفائتة كبّد الجيش الإسرائيلي حركة "حماس" ضربات مؤلمة للغاية. وفضلاً عن الاستهداف الدقيق لقياداتها العسكرية، ألحق الجيش أضراراً كبيرة بمنظومة صواريخ "فجر" التي تم إطلاقها على منطقة تل أبيب الكبرى وإلى الشمال منها، ويواصل شن هجمات قاسية على مواقع الصواريخ التي تطلق على المنطقة الجنوبية، وهو على أهبة الاستعداد لتوسيع نطاق العملية بشكل ملموس.
ومع ذلك، أكدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الشرعية الدولية التي تحظى بها العملية العسكرية ضد قطاع غزة حتى الآن ستنتهي سريعاً.
على صعيد آخر، من المتوقع أن يقوم رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل اليوم (الجمعة) بزيارة رسمية لقطاع غزة.
كذلك من المتوقع أن يصل إلى المنطقة يوم الثلاثاء المقبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في زيارة تهدف إلى دفع اتفاق تهدئة بين إسرائيل والقطاع قدماً. وتشمل زيارته كلاً من القدس ورام الله.
ووصل عدد الصواريخ وقذائف الهاون التي تم إطلاقها على إسرائيل خلال اليوم الثاني من عملية "عمود السحاب"، أمس (الخميس)، إلى أكثر من 300 صاروخ وقذيفة هاون، تمكنت منظومة "القبة الحديدية" [المضادة للصواريخ قصيرة المدى] من إسقاط 130 صاروخاً وقذيفة منها.
وأصاب أحد هذه الصواريخ بناية سكنية في بلدة كريات ملاخي [جنوب إسرائيل] وتسبب بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح.