· يمكن القول إن حركة "حماس" تمر الآن في فترة صعبة جداً، وذلك بعد أن مُنيت بهزيمة عسكرية في عملية "الرصاص المسبوك"، وجرّاء عدم نجاحها في التوصل إلى صفقة تتضمن [إطلاق أسرى فلسطينيين في مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط] فضلاً عن كونها في الوقت الحالي تحت وطأة مواجهة قاسية مع مصر، بسبب خطة هذه الأخيرة الرامية إلى بناء جدار فولاذي في منطقة الحدود مع قطاع غزة، من شأنه منع عمليات تهريب الأسلحة من سيناء.
· كما تلقت "حماس" في الآونة الأخيرة، ضربة معنوية وتكتيكية كبيرة نجمت عن اغتيال [مسؤولها العسكري] محمود المبحوح [في دبي]. ووفقاً لمصادر استخباراتية إسرائيلية رفيعة المستوى فإن الحركة تدرس إمكان اختراق الحصار السياسي المفروض عليها بواسطة القيام بعملية عسكرية، وذلك بأمل تغيير ميزان القوى في المنطقة.
· من ناحية أخرى، فإن إسرائيل وسورية تعيشان، منذ بضعة أشهر، حالة توتر شديد للغاية فيما بينهما، وهي حالة من الصعب ملاحظتها بسبب قلة مظاهرها العلنية. وكي نبرهن على وجود حالة التوتر هذه نشير، مثلاً، إلى أنه خلال الفترة 22 ـ 25 شباط/ فبراير الفائت، أجرى الجيش الإسرائيلي مناورات عسكرية واسعة النطاق لوحداته المختلفة أُطلق عليها اسم "حجارة النار 12"، وكان من المفترض في نهايتها أن يتم استدعاء كثيرين من جنود الاحتياط للمرابطة في قواعدهم، لكن بسبب حالة التوتر الخفيّة هذه تقرر عدم استدعائهم، كي لا يثير ذلك شكوكاً لدى الجانب السوري في أن ما يجري هو استعداد لشن حرب حقيقية، فيقوم بشنّ حرب وقائية.
· قبل فترة قصيرة، فإن السيناريو الأكثر منطقية للحرب كان كامناً في احتمال قيام إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية، وقيام دول "المحور الراديكالي" بالرد عليه، غير أن هذا السيناريو لم يعد منطقياً في المدى القريب، لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيستجيب للمطلب الأميركي منح الإدارة الأميركية فرصة لمحاولة كبح البرنامج النووي الإيراني من خلال فرض عقوبات قاسية على إيران.
· ثمة سيناريو آخر للحرب هو أن ينجح حزب الله في تنفيذ عملية عسكرية انتقاماً لمقتل [مسؤوله العسكري] عماد مغنية، الأمر الذي سيؤدي إلى ردة فعل إسرائيلية قاسية ضده وضد لبنان كله.
· أمّا السيناريو الأخير فهو قيام سورية بتزويد حزب الله بأسلحة "تخلّ بالتوازن" مع إسرائيل، وتشكل خطراً حقيقياً عليها. ولا بُد من الإشارة إلى أنه في ضوء سلوك سورية في هذا الموضوع جرى، في الفاتح من آذار/ مارس الفائت، استدعاء سفيرها في واشنطن، عماد مصطفى، إلى محادثة استثنائية في وزارة الخارجية الأميركية قيل له خلالها إن الولايات المتحدة تطلب من بلده إيقاف عمليات تزويد حزب الله بأسلحة تخل بالتوازن، لأن ذلك من شانه أن يؤدي إلى اندلاع حرب في المنطقة.