الجيش ملزم بالحفاظ على جهوزية القوات البرية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·      إن من مكونات مناعة المواطن وثقته بالمؤسسة الأمنية والعسكرية، معرفته أن الموارد الهائلة التي تستثمر في المؤسسة الأمنية والعسكرية ستعطي ثمارها إبان الحرب وفي فترات الهدوء. وفي مناسبة يوم الاستقلال [ذكرى إنشاء دولة إسرائيل]، يبالغ قادة أفرع الأسلحة ورئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي في عرض بضاعتهم- وحسناً يفعلون. بيد أن هناك تصريحات معينة قد تُفهم على غير مقصدها الأصلي.

·      فلسنوات عدة، كانت العقيدة الأمنية للجيش الإسرائيلي ترتكز على مبدأ حسم المعركة بشكل فوري بواسطة سلاح الجو. لكن، وعلى الأقل في حرب لبنان الثانية [2006]، خاب الأمل المعقود على تلك التوقعات. وهناك من يعزو الأمر إلى كون رئيس هيئة الأركان العامة آنذاك [دان حالوتس] قادماً من سلاح الجو. وهناك من يعزو الأمر إلى تراجع جهوزية القوات النظامية وقوات الاحتياط، ونقص على الصعيد الاستخباراتي وما إلى ذلك. وعلى كل حال، لم يعد مقبولاً العودة إلى وضع يضطر فيه مليون مواطن إلى مغادرة سكنهم أياماً كثيرة خوفاً من القذائف الصاروخية والصواريخ.

·      فعندما يتكلم قائد سلاح الجو اللواء أمير إيشيل عن جاهزية سلاح الجو لتنفيذ آلاف الطلعات يومياً، فهذا يعني أن تكون جميع الطائرات المقاتلة رهن تنفيذ مهمة القضاء على مطلقي الصواريخ والقذائف الصاروخية. وبالتالي، ينبغي أن يكون النجاح مطلقاً. فهل هذا كاف؟ ذلك يتوقف على أمور عدة. فإذا كان المقصود هو الجبهة الإيرانية، فينبغي إشراك سلاحين أساسيين في الضربة- سلاح البحر وسلاح الجو. وحتى في حال إشراك وحدات خاصة إضافية، فإن القوات البرية غائبة عن هذا السيناريو. لكن عندما يكون المقصود هو الجبهة القريبة، الشمالية والجنوبية، فإن الجيش الإسرائيلي ملزم بالحرص على جهوزية القوات القادرة على حسم المعركة، أي القوات المدرعة وأسلحة المدفعية والهندسة والمشاة.

·      ليس من الضروري أن تكون هناك حاجة لإشراك القوات البرية، وليس ذلك بسبب التخويف المستمر من إمكانية وقوع خسائر بشرية عديدة لدى الجانبين. ففي حال شمول بنك الأهداف الذي تكلم عنه قائد سلاح الجو البنى التحتية للطاقة والمياه ومراكز القيادة والتحكّم، تتقلص الحاجة إلى الحسم البري. وبمستطاع إسرائيل وهذا رهن مشيئتها فقط، تدمير البنى التحتية وأجهزة التحكّم والطاقة وإلحاق الأذى الكبير بالخصم، مع إبقاء عدد الخسائر البشرية في حده الأدنى "لدى الجانبين".

·      إن ثقة اللواء إيشيل بجهوزية سلاح الجو نابعة أساساً من الجهد الكبير الذي يبذل بهدف زيادة فاعلية الأموال المخصصة له، تزامناً مع تحقيق أهداف متعددة. ويمرّ الجيش الإسرائيلي حالياً بعملية إعادة هيكلة بفعل إلغاء وحدات قتالية وخفض ساعات التدريب، الأمر الذي قد يلحق الضرر بمعدل نجاح الحسم بواسطة سلاح الجو فقط. لكننا نتفق بشأن واحد مع أولئك الذين يتحفظون عن قدرة سلاح الجو على النجاح على الجبهتين الشمالية والجنوبية. فإذا كان التخطيط يسعي لتدمير معظم بطاريات الصواريخ والقذائف الصاروخية، فإن النجاح لن يكون باهراً. والمطلوب من الجيش الإسرائيلي هو مساعدة القيادة السياسية في حال اتخاذها قراراً يعطي الأفضلية لتدمير الروح المعنوية للعدو: [تدمير] المرافق الحيوية بالنسبة لجميع الشرائح السكانية بشكل عام، وأسس الحكم بشكل خاص.