عشية الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي: مَن الأفضل لإسرائيل، الديمقرطيون أم الجمهوريون؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       كيف يجب أن يتعامل جمهور الناخبين الأميركي الذي تحركه دوافع القلق على إسرائيل مع الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي في تشرين الثاني/ نوفمبر ؟ بعد عامين تقريباً من سيطرة الديمقراطيين على السلطتين التنفيذية والتشريعية في الإدارة الأميركية، فإن الأمر الواضح هو ما يلي: إذا ما ألقينا نظرة عامة على أنشطة الديموقراطيين، فإنه يتبين لنا أن الممثلين الديمقراطيين يؤيدون إسرائيل بدرجة أقل مما يفعل الجمهوريون.  

·       يمكننا أن نشير في هذا السياق إلى أنه في كانون الثاني/ يناير 2009، وعقب عملية الرصاص المسبوك [الحرب الإسرائيلية على غزة]، قدّم 60 عضو كونغرس من الديمقراطيين طلباً إلى وزير الخارجية دعوه فيه إلى منح الأونروا مساعدات مالية من أجل "إعادة الإعمار وتقديم المساعدة الإنسانية لغزة".

·       وبالروحية نفسها وقّع 54 عضو كونغرس من الديمقراطيين في كانون الثاني/ يناير 2010 رسالة موجهة إلى باراك أوباما طالبوه فيها بدعم "أنشطة من أجل تحسين الأوضاع في غزة فوراً في عدة مجالات"، وانطوت هذه الأنشطة حتى على دعم مباشر لحركة "حماس". ولم يشارك أي جمهوري في هذه المطالبة.

·       وفي نقيض جذري لهذه المطالبة، وقّع 78 من الجمهوريين بعد ذلك ببضعة أشهر رسالة موجهة إلى "رئيس الحكومة العزيز، نتنياهو" عبّروا فيها عن "الدعم الثابت" لإسرائيل.

·       وعقب الأزمة الدبلوماسية التي نشبت في آذار/ مارس 2010 بين إسرائيل وإدارة أوباما، في إثر زيارة [نائب الرئيس الأميركي] جو بايدن لإسرائيل، وقّع 333 من أعضاء مجلس النواب رسالة موجهة إلى وزيرة الخارجية تؤكد مجدداً التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ولم يشارك 102 من أعضاء مجلس النواب في توقيع الرسالة، بينهم 94 من الديمقراطيين و 8 من الجمهوريين.  

·       لكن الفارق في المواقف من إسرائيل لا يتمثل فقط في مواقف البرلمانيين الأميركيين، وإنما في الرأي العام في أوساط ناخبي الحزب الجمهوري مقارنة بالحزب الديمقراطي. فقد دلّ تحليل استطلاع شامل للرأي أجري في سنة 2009 على أن 10% فقط من المقترعين الذين صوتوا لمصلحة أوباما أيدوا تعزيز العلاقات مع إسرائيل، مقارنة بـ 60% من المقترعين الذين صوتوا لمصلحة [المرشح الجمهوري] جون ماكين. وفي المقابل، أيد 80%من المقترعين الذين صوتوا لمصلحة أوباما إجراء محادثات مع "حماس"، في حين عارض ذلك 73% من المقترعين الذين صوتوا لمصلحة ماكين. بالإضافة إلى ذلك، فإن 61% من المقترعين الذين صوتوا لمصلحة أوباما يؤيدون "حق العودة" للفلسطينيين، مقارنة بـ 21% فقط من المقترعين الذين صوتوا لمصلحة ماكين.

·       وقد أظهر استطلاع أجري قبل ستة أشهر أن 73% من المقترعين لمصلحة الديمقراطيين يؤيدون خفض العلاقات مع إسرائيل، مقارنة بـ 24% فقط يؤيدون ذلك من المقترعين لمصلحة الجمهوريين. وكي لا نثقل على القارىء بالأرقام، نشير إلى استطلاع أخير له علاقة بانتخابات الكونغرس المقبلة، ويتبين منه أن 39% من المقترعين لمصلحة الديمقرطيين يفضّلون انتخاب ممثل معروف بتعاطفه مع إسرائيل، وذلك مقارنة بـ 69% من المقترعين لمصلحة الجمهوريين.

·       ويشير عدد من السياسيين والمحللين إلى ازدياد حدة الفوارق الإيديولوجية بين الجمهوريين والديمقراطيين في مختلف المجالات خلال الأعوام القليلة الفائتة. وفي السياق الإسرائيلي، يمكن القول إنه إذا كان وجد في السابق إجماع بين الجمهوريين والديمقراطيين فيما يتعلق بالتأييد المبدئي لإسرائيل وللعلاقات معها، فإن اتجاهات متطرفة تتبلور في أوساط الديمقراطيين اليوم، وتتسبب بتفسخ هذا التأييد التلقائي. ومؤخراً لخّص الباحث جيمس الزغبي الذي يعمـل في المعهد العربي - الأميركي الأوضاع بقوله: "نظراً إلى تغيرات حدثت في الحزب الديمقراطي، فإن إسرائيل تحولت إلى موضوع [نقاش] حزبي في السياسة الأميركية، ولم تعد موضوعاً يوجد اتفاق أساسي بشأنه".

·       في أواخر آذار/ مارس 2010، حين وصلت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى الدرك الأسفل، كتبت صحيفة "واشنطن بوست": "يقدّر بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين أن رئيس الحكومة [بنيامين نتنياهو] يبحث عن طرق لكسب الوقت حتى انتخابات الكونغرس أملاً بأن يخسر أوباما التأييد الذي يحظى به في الكونغرس، وبأن يتم انتخاب مزيد من الجمهوريين الموالين لإسرائيل". وحتى لو كان ما تقدّم هو مجرد توقعات سياسية، فإنه يمكن أن يشكل دليلاً للناخب الأميركي الذي يرغب في مساعدة إسرائيل من خلال الانتخابات المقبلة.