في الوقت الذي لم يبلور رئيس الحكومة خطته السياسية بعد، ولا الصيغة التي سيعرضها على الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما الشهر المقبل في واشنطن، سبقه أحد نوابه، وهو زعيم حزب شاس إيلي يشاي، إلى ذلك، وسيعرض الحزب قريباً صيغة سياسية خاصة به بلورها الوزير يشاي في إثر مناقشات ومشاورات قام بها مؤخراً.
وتستند هذه الصيغة إلى "نموذج العراق"، وجوهرها: تدخل أميركي نشط في المنطقة لإرساء كيان سياسي وأمني فلسطيني حقيقي، بالطريقة نفسها التي عمل بها الأميركيون في العراق.
وبحسب حزب شاس، على الأميركيين أن يشاركوا في الحكم الفلسطيني، وفي أنشطة ميدانية، إلى حين تعزيز بنية السلطة، ومن ثم يخلوا المنطقة. وبعد ذلك فقط، سيحصل الفلسطينيون على ما يصفه الوزير بـ "كيان وطني فلسطيني"، أي دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. ولا يستخدم يشاي مصطلح "دولة فلسطينية" صراحة، غير أن تفسير "الكيان الوطني"، بحسب المقربين منه، مشابه لذلك.
ومن البنود التي تتضمنها هذه الخطة السياسية:
- تفاهم أولي بين إسرائيل والولايات المتحدة على الطريقة التي سيعالج بها الأميركيون القضية النووية الإيرانية، مع وضع رئيس الحكومة الإسرائيلية في صورة ما يجري تباعاً.
- بدء التنفيذ، مع التشديد على الدمج بين النشاط الاقتصادي و "تعزيز القوة السياسية". ويشمل تعزيز القوة السياسية ما يلي: قوات أميركية تعمل في المنطقة بالاشتراك مع قوات فلسطينية؛ إنشاء آليات عمل محلية مشتركة أميركية ـ فلسطينية؛ إنشاء جهاز حكم جديد من جانب الأميركيين، يكون خاضعاً للسلطة الفلسطينية، وذلك من خلال تفعيل قوات لحفظ النظام والإدارة في المنطقة.
- تحديد نقاط يُختبر [أداء] هذا الجهاز بناء عليها، وتكون بإشراف أميركي، وهذه النقاط هي: الوقف التام للتحريض في جهاز التربية والتعليم الفلسطيني؛ الوقف التام للإرهاب، ولإطلاق صواريخ القسام، وتهريب الأسلحة، إلخ...
- القيام، في الوقت نفسه، بنشاط اقتصادي متشعب، وذلك بمشاركة دولية واسعة تحت عنوان: "اقتصادان لشعبين".
وبحسب يشاي، ستستغرق هذه العملية نحو خمسة أعوام، وبعد ذلك من المفترض أن يصل الفلسطينيون إلى "كيان وطني" معترف به. وبهذه الطريقة، كما يقول يشاي، سيكون في الإمكان ضمان أن يتخلى الفلسطينيون عن الإرهاب، وأن يصلوا إلى نضج يمكّنهم من [الحصول على] كيان وطني مستقل.