صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.
· حتى هذا الأسبوع، كان السؤال الذي يطرحه المراقبون المحايدون فيما يخص رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو ما إذا كان سيسير على خطى [رئيسَي الحكومة السابقين] مناحم بيغن وأريئيل شارون، أو على خطى [رئيس الحكومة الأسبق] يتسحاق شمير. هل سيتحول إلى صانع سلام مثل بيغن وشارون ويقوم بتفكيك مستوطنات ويتخلى عن أراضٍ محتلة، أم أنه سيكون شخصاً جامداً مثل شمير ينحصر هدفه في إبقاء الوضع "هادئاً" كي يتمكن من بناء المزيد من المستوطنات وإغلاق الباب في وجه قيام دولة فلسطينية ؟
· مع بداية هذا الأسبوع، وبعد أن أيد نتنياهو قانون الولاء [الذي يُلزم مَن يرغب في الحصول على المواطنة الإسرائيلية بأن يقسم يمين الولاء لدولة إسرائيل باعتبارها "دولة يهودية وديمقراطية"]، والقانون الذي يقضي بإجراء استفتاء عام على أي اتفاق سلام محتمل، وبعد أن طالب الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية في مقابل تجميد الاستيطان شهرين إضافيين، بات التوقع الأكثر واقعية هو أن نتنياهو سيكون أفيغدور ليبرمان آخر، لكن في منصب رئيس الحكومة.
· لا أعرف لماذا يعتقد كثير من الناس أن نتنياهو يحتفظ بليبرمان في الحكومة رغماً عنه، وأنه مضطر إلى تحمله لأن الحقائق السياسية تفرض ذلك. إن من صنع ليبرمان هو نتنياهو. فلا أحد خارج الدوائر السياسية اليمينية سمع بليبرمان حتى سنة 1996 عندما عينه نتنياهو مديراً عاماً لديوان رئيس الحكومة. ثم أصبح ليبرمان ساعده الأيمن. في ذلك الحين، كانا يريان الأمور بمنظار واحد، فما هو التحول الأيديولوجي الذي مر به كل منهما كي يتغير ذلك؟
· أنا لم أعتقد ولو للحظة واحدة أن نتنياهو كان جاداً بشأن التوصل إلى سلام ينطوي على إقامة دولة فلسطينية مستقلة فعلاً. إنه على استعداد لرمي عظمة أو عظمتين إلى الفلسطينيين، ولا شيء أكثر من ذلك. فبالنسبة إليه، إن إقامة دولة فلسطينية تستحق أن تسمى دولة هي بمثابة استسلام شخصي ووطني، وإذلال، وهو يفضّل الموت على أن يسجل في التاريخ باعتباره "بيتان" إسرائيل [هنري بيتان، القائد الفرنسي الذي اتُهم بالخيانة بسبب قبوله ترؤس حكومة فيشي الموالية للألمان خلال الحرب العالمية الثانية].
· انتهى كل شيء إذاً. انتهت هذه المحاولة الدولية الأخيرة لبث روح الحياة في عملية السلام، ولا يبدو أن نتنياهو مكترث لأن يلقي العالم اللوم عليه، وهو الأمر المرجح، كما أنه لا يهمه أن ليبرمان تمادى في إهانة وزيرَي الخارجية الفرنسي والإسباني علناً. ولا يهمه أنه حمّل باراك أوباما فشلاً آخر عشية انتخابات الكونغرس، الأمر الذي لا يُفترض بأي رئيس حكومة إسرائيلي أن يفعله تجاه رئيس أميركي.
· في هذا الأسبوع، أكد نتنياهو مجدداً تحالفه الأيديولوجي مع ليبرمان والمستوطنين وبقية اليمين المتطرف، فهؤلاء يركبون موجة عالية، ولديهم مجموعة كبيرة أخرى من القوانين الاستبدادية المناهضة للعرب التي يسعون لتمريرها، فمن الذي سيوقفهم؟ حزب العمل؟ حزب كاديما؟ يهود الشتات؟ واشنطن؟ وسائل الإعلام؟
· هل المستقبل يبدو أكثر إشراقاً؟! ففي أقل من ثلاثة أسابيع، سيُمنى الديمقراطيون بهزيمة ساحقة في انتخابات الكونغرس، وسيصبح أوباما بطة عرجاء. إن الحليف الأيديولوجي الوحيد لنتنياهو في العالم، الحزب الجمهوري، سيعود عملياً إلى السلطة، في حين أن المعارض الحقيقي الوحيد له، إدارة أوباما، لن يكون قادراً على رفع يده في وجهه بعد الآن.
· هذه الحكومة، جنباً إلى جنب مع المستوطنين، ستكون حرة في أن تفعل ما تريد. لن يقف أي أحد أو أي شيء في طريقهما. أما رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فقد انتهى أمره، كما انتهى أمر الاعتدال في الضفة الغربية. إن الاستقطاب بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل ومواطنيها العرب، وبين اليمين الإسرائيلي واليسار الإسرائيلي، سيزداد سوءاً.
إلى أين يقودنا هذا؟ من دون أن أدعي أنني آتي بشيء جديد، أعتقد أنه يقود إلى قيام نتنياهو بقصف إيران. إنه يريد ذلك، وقد أوضحه بما يكفي على مدى الأعوام الماضية. من الذي سيوقفه؟ إن الجمهوريين سيشجعونه. وبعد ذلك، بعد الحرب الكبيرة، سنرى ما إذا كان بقي أي شيء يمكن إنقاذه.