· قبل أن تتسلم الحكومة الإسرائيلية الجديدة مهمات منصبها ببضعة أيام قال رئيسها، بنيامين نتنياهو، لأحد السياسيين المقربين منه، خلال محادثة ليلية مغلقة، أنه يدرك أنه من دون عملية سياسية بعيدة المدى سيكون من الصعب عليه أن يناور في مقابل الولايات المتحدة وأوروبا والعالم أجمع. وأضاف أن ينوي أن يغيّر الأوضاع القائمة، وأنه واع إلى واقع أن هذه هي آخر فرصة له.
· بناء على ذلك، فإن الأسئلة التي يجب أن نطرحها الآن هي: ما الذي يخطط نتنياهو القيام به؟ كيف ينوي أن يغير الأوضاع القائمة؟ هل استخلص العبر اللازمة من الفشل الذي مُني به خلال ولايته الأولى [1996 - 1999]؟ هل طرأ تحسن على أدائه؟ بحسب الأوضاع القائمة إلى الآن، فإن الأجوبة كلها عن هذه الأسئلة هي سلبية.
· إن نتنياهو يرى أن هناك أمرين فقط يجب أن يكونا ماثلين أمامه: إيران والأوضاع الاقتصادية في إسرائيل. بطبيعة الحال، يمكن للمرء أن يتحادث معه في أي شأن، لكن في نهاية المطاف لا بُدّ من الوصول إلى طهران. إن الخطر الإيراني هو أساس اهتمام نتنياهو حالياً، ويبدو أنه مصر على إيجاد خيار عسكري في مواجهته، على الرغم من أن خياراً كهذا هو موضع خلاف حاد داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
· كما أن نتنياهو يدرك جيداً أنه من أجل النجاح في موضوع إيران يجب فكّ التحالف القائم بينها وبين سورية. بناء على ذلك، من المتوقع أن يكون هناك قريباً جولة محادثات سرية بين دمشق والقدس. ووفقاً لكتاب السيرة الذاتية الذي كتبه يتسحاق مردخاي [وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، خلال ولاية حكومة نتنياهو الأولى]، والذي من المتوقع صدوره قريباً، فقد سبق أن عرض رئيس الحكومة الحالية على الرئيس حافظ الأسد الانسحاب من الجولان كله. وقد اكتشف مردخاي هذا الأمر لدى قراءة مادة استخبارية سرية للغاية، فسارع إلى الاتصال بأريئيل شارون كي يقنعه بإحباطه.