ليبرمان يحضّر نفسه لقيادة معسكر اليمين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       الخطاب الأخير الذي ألقاه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أمام الأمم المتحدة كان بمثابة الطلقة الأولى التي آذنت ببدء المعركة الانتخابية للكنيست التاسع عشر. لقد شرع رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" في التنافس على قيادة اليمين الإسرائيلي ووضع نفسه في منزلة حامي الأسوار الذي "يقول الحقيقة" ولا يخضع للضغوط ولا ينكفئ كما يفعل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. واختار ليبرمان "أزمة تجميد البناء في المستوطنات" كي يحشر رئيس الحكومة في الزاوية ويثير الشكوك في صدقيته ويُظهر للناخبين اليمينيين مَن هو الرجل القوي الذي لا يخشى الضغوط الأميركية.

·       ويواجه نتنياهو مشكلة مزدوجة على الصعيدين المحلي والدولي. فخطاباته عن السلام لا تقنع أحداً في المجتمع الدولي، ووعوده بشأن "التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي" في غضون عام تقابَل بالتشكيك. إن "العالم"، وأوباما كذلك، يمقتان الاستيطان ويريدان تجميد البناء، لكن خلافاً للتجميد السابق [الذي انتهى في 26 أيلول/ سبتمبر]، والذي لم يزعزع الائتلاف الحكومي، فإن نتنياهو يواجه معارضة هذه المرة. ويحذّر ليبرمان من مؤامرة أميركية ترمي إلى فرض تسوية، ويقول أنه سيبقى في الحكومة وسيكافح من أجل إحباط المؤامرة.

·       كان يجب أن يكون الرد على تمرد ليبرمان عزله عن وزارة الخارجية وإحلال زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني محله، لكن هذه الخطوة محفوفة بمخاطر كبيرة، إذ من المحتمل أن تتحد ليفني مع خصوم نتنياهو وأن تتسبب بإسقاطه بدلاً من إنقاذه. أما إذا انضم حزب كاديما إلى الحكومة، وحدث تقدم في العملية السياسية، فإن التقدم سيؤدي إلى تخفيف الضغوط الخارجية، لكنه سيضع الليكود على حافة الانقسام للمرة الثانية خلال خمسة أعوام. وسيكون ليبرمان جاهزاً لالتقاط الثمار، وجذب الناخبين. وهذا هو السبب الكامن وراء امتناع نتنياهو من إقالة ليبرمان عقب خطابه أمام الأمم المتحدة.

·       لقد كشفت أزمة تجميد البناء ضعف نتنياهو، وبات يُنظَر إليه على أنه زعيم متردد يتأرجح بين اليمين واليسار، بين ليبرمان وأوباما، من أجل التهرب من اتخاذ قرار حاسم. ويواجه الجمهور مشكلة في تحليل تصرفاته: هل ينوي الانسحاب من الضفة الغربية، أم يريد فقط الدخول في لعبة تبادل الاتهامات مع [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس؟

على نتنياهو أن يوضح نياته للجمهور: هل هو رجل سلام، أم مناور سياسي، وبعد أن يحسم أمره عليه أن يتخذ قراراته. إن استمرار نتنياهو في التأرجح لن يخدم سوى ليبرمان الذي ينتظر اللحظة الملائمة ليقلب الطاولة في وجهه.