كشف ثمانية محاضر جلسات أخرى للحكومة الإسرائيلية خلال "حرب أكتوبر": موشيه ديان اقترح شن هجمات شرسة على قلب دمشق
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) بنشر ثمانية محاضر جلسات أخرى موجودة في أرشيف الدولة تتضمن توثيقاً لمداولات التي عقدتها رئيسة الحكومة الإسرائيلية الأسبق غولدا مئير خلال الأيام الأربعة الأولى من "حرب يوم الغفران" [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973]. وتوفّر هذه المحاضر إطلالة نادرة على الجهوزية العسكرية والدبلوماسية للحكومة الإسرائيلية عشية قيام الجيشين المصري والسوري بشن هجماتهما، وتكشف حقيقة وجود مصدر استخباراتي مصري رفيع المستوى قام بنقل معلومات موثوق بها بشأن الهجمات المتوقعة، الأمر الذي حدا بالمؤسسة السياسية في إسرائيل إلى دراسة مسألة القيام بهجوم وقائي مسبق على كل من مصر وسورية، كما تكشف عن وجود صلة، عشية تلك الحرب، بين العاهل الأردني السابق الملك حسين وبين القيادة الإسرائيلية.

ووفقاً لهذه المحاضر فإن وزير الدفاع في ذلك الوقت موشيه ديان اقترح استدعاء أشخاص للخدمة في الجيش الاحتياطي على الرغم من اجتيازهم السن القانونية المحددة لهذه الخدمة العسكرية، والقيام بتجنيد شبان يهود من خارج إسرائيل. كما اقترح شن هجمات شرسة بصورة غير مسبوقة على مواقع في عمق الأراضي السورية وخصوصاً في قلب العاصمة دمشق وحولها، حتى لو كلّف الأمر التعرض لحياة السكان المدنيين وتعريض مدينة تل أبيب لهجمات مضادة، وذلك بهدف إخراج سورية من الحرب. وقد أكد رئيس هيئة الأركان العامة دافيد إلعازار أن وضع إسرائيل في الحرب سيكون أفضل إذا ما أصبح وضع السوريين صعباً، وأن مهاجمة دمشق ستكون حيوية لكسر شوكة سورية، أمّا غولدا مئير فأبدت اهتماماً كبيراً باقتراح ديان بشكل يوحي بأنها كانت ميالة إلى قبوله. من ناحية أخرى، تكشف هذه المحاضر عن أن القيادة الإسرائيلية في ذلك الوقت علقت آمالاً كبيرة على قرب حلول فصل الشتاء، لاعتقادها أنه سيساعدها قليلاً على مواجهة العمليات القتالية ولا سيما في الجبهة السورية.

وفي المقابل، فإن هذه المحاضر تكشف أن القيادة الإسرائيلية كانت مستخفة إلى درجة كبيرة بالقدرة العسكرية للجيوش العربية، وتُبيّن أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في ذلك الوقت إيلي زاعيـرا ظل يقدّر حتى صبيحة يوم الغفران [أي قبل اندلاع الحرب ببضع ساعات] أن [الرئيس المصري السابق] أنور السادات لن يتجرأ على شنّ حرب على إسرائيل، ومع ذلك، فإن رئيسة الحكومة قررت استدعاء 200 ألف جندي من تشكيلات الاحتياط تحسباً لاندلاع الحرب. وفي وقت لاحق قامت مئير مع قيادة المؤسسة الأمنية ببذل جهود هائلة للحصول على مساعدات عسكرية كبيرة من الولايات المتحدة تشمل 40 طائرة مقاتلة من طراز فانتوم و400 دبابة. كما أن مئير درست إمكان عقد لقاء سري في غضون 24 ساعة مع الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون من دون تبليغ الحكومة الإسرائيلية، وذلك بهدف إقناعه بتقديم مساعدات كبيرة إلى إسرائيل خلال الحرب.