إن الهجوم الجوي الذي جرى القيام به في السودان نُفذ بعد أقل من أسبوع من تلقي المعلومات الاستخباراتية، وقد شاركت فيه عشرات المقاتلات والطائرات بلا طيارين ـ هذا ما قاله أمس (الاثنين) مصدران أمنيان إسرائيليان لمجلة "تايم" الأميركية. وعلى حد قول المجلة، فإن الهدف من إظهار القدرات الإسرائيلية الاستخباراتية والعملانية، ومن استعداد إسرائيل للعمل بعيداً عن حدودها من أجل الدفاع عن نفسها، كان توجيه رسالة واضحة إلى إيران.
وهذه أول مرة تؤكد فيها جهات إسرائيلية أن سلاح الجو هو الذي هاجم قافلة الأسلحة الإيرانية التي كان من المفترض أن تصل إلى قطاع غزة خلال حملة "الرصاص المسبوك".
وبحسب التقرير الذي أوردته المجلة، فإن مقاتلات من طراز إف - 16 قامت بقصف القافلة التي تألفت من 23 شاحنة، بينما كانت طائرات من طراز إف - 15 تحوم فوقها تحسباً لاستدعاء طائرات سودانية، أو طائرات من دولة أخرى، إلى المنطقة. وبعد القصف حلقت طائرات بلا طيارين فوق القافلة والتقطت صور الشاحنات المحروقة، وقد كشفت الصور أن القافلة دُمرت جزئياً، فعادت مقاتلات ف - 16 وقصفتها ثانية. وخلال تحليق الطائرات إلى السودان ذهاباً وإياباً تم تزودها بالوقود فوق البحر الأحمر.
وبحسب المصدرين الإسرائيليين، كانت القافلة التي تمت مهاجمتها تنقل نحو 120 طناً من الوسائل القتالية، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ من طراز "فجر 3" قادرة على الوصول إلى مدى 40 كم تقريباً، وعلى حمل رؤوساً حربية تزن 45 كغ.