تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية: السوريون جادون في نياتهم السلمية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قبل أقل من أسبوعين على موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، تتعزز لدى المؤسسة الأمنية تقديرات فحواها أن السوريين جادون في نيتهم التوصل إلى سلام، في ظل الإدارة الأميركية المقبلة وعندما تؤلَّف حكومة جديدة في إسرائيل أيضاً. إن هذه التقديرات المعدلة فيما يتعلق بنيات السوريين هي جزء من التقويم الاستخباراتي لسنة 2009، والذي سيُبحث اليوم (الخميس) في مناقشة خاصة سيشارك فيها وزير الدفاع ورؤساء المؤسسة الأمنية كافة.



إن السؤال: هل السوريون جادون في تصريحاتهم السلمية، أم أنهم معنيون فقط بالمفاوضات في حد ذاتها لتحسين مكانتهم الدولية من دون أن يكون لديهم أي نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، هو سؤال يشغل أجهزة الاستخبارات في إسرائيل منذ بضعة أعوام.



إحدى المقاربات التي تبناها رئيس الموساد مئير دغان، ترى أنه ليس لدى السوريين أي نية حقيقية للتوصل إلى سلام. غير أن شعبة الاستخبارات العسكرية لها رأي آخر.



وكان هناك، داخل شعبة الاستخبارات العسكرية نفسها، وعلى مدى فترة طويلة، خلافات في الرأي بين جهات تعتقد أن السوريين معنيون، بكل تأكيد، بالتوصل إلى سلام حقيقي مع إسرائيل ـ وفي مقدم هذه الجهات رئيس دائرة البحث في شعبة الاستخبارات العسكرية العميد يوسي بيداتس ـ وبين جهات أخرى أقرب في موقفها إلى توقعات دغان المتشائمة.



وقد أعرب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية نفسه، اللواء عاموس يادلين، عن مقاربة متشككة للغاية فيما يتعلق بصدقية تصريحات السوريين التي تتحدث عن نيتهم في التوصل إلى سلام. غير أنه يتبين، على أعتاب سنة 2009، أن المقاربة داخل شعبة الاستخبارات العسكرية، التي ترى أن هناك فعلاً فرصة لسلام حقيقي مع سورية، تتعزز شيئاً فشيئاً. وتُعتبر الاستخبارات العسكرية الهيئة المسؤولة عن تقويم الوضع الأمني القومي.



وبحسب المقاربة السائدة الآن، سيكون السوريون على استعداد لتوقيع اتفاق سلام، غير أنهم يديرون المفاوضات من دون اعتبار لضغط العامل الزمني. ومن الجائز الافتراض أنهم لن يوافقوا على توقيع اتفاق إذا لم يضمنوا العودة إلى خطوط ما قبل حرب الأيام الستة [حزيران/ يونيو 1967]، وإذا لم يضمنوا "مظلة أميركية" للاتفاق تشمل أيضاً مساعدات اقتصادية سخية على غرار تلك التي تتلقاها مصر منذ توقيعها اتفاق السلام مع إسرائيل.



ويعتقد الجيش الإسرائيلي الآن أن السوريين ينوون فتح "صفحة جديدة" مع الإدارة الأميركية الجديدة، بغض النظر عن هوية الرئيس الفائز، ويراقبون ما إذا كانت [رئيسة الحكومة المكلفة] ليفني ستؤلف حكومة مستقرة في إسرائيل.



ويتبين أيضاً من التقديرات المعدلة أن السوريين جنوا ثماراً كثيرة من مجرد تحويل المفاوضات مع إسرائيل إلى مفاوضات علنية، إذ تم بفضل ذلك رفع الحظر الدولي الذي كان مفروضاً عليهم. وسيكون السوريون على استعداد لتبريد علاقاتهم بإيران بقدر ما يُدرج في جدول الأعمال اتفاقُ سلام يكون مرضياً لهم.