من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن نشر شهادات الجنود الإسرائيليين بشأن ممارسات الجيش الإسرائيلي في غزة [خلال عملية "الرصاص المسبوك"]، على صفحات "هآرتس"، أدى إلى تطور مهم. فقد أصدر النائب العسكري الإسرائيلي العام أوامر إلى الشرطة العسكرية تقضي بإجراء تحقيقات في أعمال قتل سكان مدنيين فلسطينيين. وكان الجيش الإسرائيلي حتى الآن، وفي مثل هذه الحالات، قد اكتفى بإجراء تحقيقات ميدانية، وامتنع من اتخاذ أي إجراءات جنائية.
· غير أن الجيش الإسرائيلي عمل، في موازاة ذلك، على التشكيك في شهادات الجنود، وفي دوافع رئيس المدرسة العسكرية التمهيدية في أورانيم، التي يتعلمون فيها. واستندت حملة التشكيك، أساساً، إلى ذريعتين غير صحيحتين.
· أولاً، جرى التلميح إلى أن رئيس المدرسة العسكرية التمهيدية [اسمه داني زاميـر] هو أحد رافضي الخدمة العسكرية في المناطق [المحتلة]. هذا صحيح، لكن ذلك حدث في سنة 1990، ولم يحل دون ترقيته في الجيش.
· ثانياً، ادعى الجيش أن رئيس المدرسة أخفى شهادات الجنود عن الجهات المسؤولة، وهذا ادعاء عار من الصحة. فهناك رسائل بالبريد الإلكتروني جرى تبادلها بين رئيس المدرسة ومكتب رئيس هيئة الأركان العامة، غابي أشكنازي، تدل على أن أول رسالة وجهها إلى أشكنازي في هذا الشأن كانت بتاريخ 23 شباط/ فبراير 2009. كما أنه قام، بتاريخ 5 آذار/ مارس 2009، بإرسال نص الشهادات بناء على طلب من مدير مكتب أشكنازي. إن السؤال الذي يجب طرحه هو: لماذا لم يتم تسليم هذه الشهادات إلى النائب العسكري العام حتى الآن؟
· لا شك في أن هذه الشهادات تستوجب إجراء تحقيق معمق بشأن أداء الجيش الإسرائيلي وسلوك أفراده. وفي هذه المناسبة، لا بُد من الإشارة إلى فحوى شهادتين نُشرتا في سنة 2004، وتتعلقان بالآثار البعيدة المدى للانتفاضة الثانية على أداء الجيش.
· الشهادة الأولى هي للجنرال موشيه يعلون، المرشح لتولي منصب وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيلية المقبلة. ومما جاء فيها: "من الواضح لي أننا ندفع ثمناً لهذه الحرب [على الانتفاضة]... إن وظيفة القادة العسكريين هي أن يحافظوا على جنودهم من مغبة الانقياد وراء غرائزهم، وأن يشرحوا لهم ما هي أصول السلوك الصحيحة. غير أن المشكلة تبقى كامنة في إحجام الجنود عن طرح مشكلاتهم في أثناء الخدمة العسكرية".
· أمّا الشهادة الثانية فكانت للجنرال غابي أشكنازي، رئيس هيئة الأركان العامة الحالية. ومما قاله فيها: "إن أشد ما أخشاه هو أن نفقد إحساسنا الإنساني نتيجة استمرار الحرب".