دفعت الشرطة بمئات من رجالها إلى مدينة عكا، وهي تستعد أيضاً، لاحتمال استمرار أحداث العنف التي شهدتها المدينة، فقد أصيب ثمانية أشخاص في الاضطرابات التي وقعت أمس (الخميس)، ويوجد في المدينة الآن 700 شرطي، فالمنطقة لم تهدأ تماماً، وحل بالمدينة دمار كبير بعد يومين من الاضطرابات، ولحقت أضرار بنحو 100 سيارة وبعشرات المحلات التجارية. وقد أعلنت الشرطة حالة تأهب قصوى في المدينة خلال نهاية الأسبوع، وسينتشر العديد من رجال الشرطة فيها وفي مدن البلد كلها التي يوجد احتمال لنشوب احتكاكات فيها. كما اتُخذ قرار باستخدام وسائل لتفريق التظاهرات تبعاً للضرورة، ومُنع رجال الشرطة من استخدام النيران الحية منعاً باتاً.
وكانت الاضطرابات نشبت في المدينة يوم أول أمس عندما دخل سائق سيارة عربي من سكان البلدة القديمة حي بن ـ غوريون بسيارته، وأثار غضب السكان الذين رشقوا سيارته بالحجارة. وفي إثر ذلك سرت إشاعة في البلدة القديمة تحدثت عن مقتل السائق العربي، فاتجه مئات من الشبان العرب إلى الحي اليهودي ونشبت مواجهات عنيفة [بينهم وبين السكان اليهود]. وفي أثناء عودتهم إلى منازلهم حطّموا عدداً من الممتلكات وهم يهتفون: "الموت لليهود"، "الله أكبر"، ويهددون: "إذا خرجتم من المنزل فسنقتلكم".
وفي مساء يوم عيد الغفران، تجددت الاضطرابات في منطقة محطة القطار شرقي المدينة وفي الحي الشمالي، وأُجلي إلى المستشفى حتى الآن ستة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة.
وألهبت الاضطرابات التي شهدتها عكا النيران في الساحة السياسية أيضاً، وشن أعضاء الجناح اليميني في الكنيست هجوماً لاذعاً ضد العرب والشرطة. ودعا عضو الكنيست يوفال شتاينيتس (ليكود) وزير الأمن الداخلي والمدير العام للشرطة إلى الاستقالة بسبب تقصيرهما: "لقد أصبحت إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم الغربي التي يحدث فيها "بوغرومز" (اعتداءات) ضد اليهود، من خلال إيقاع الأذى الجسدي بهم وبممتلكاتهم وتعلو الهتافات التي تنادي بـ 'الموت لليهود'. إن الشرطة غير مؤهلة لحماية الأحياء اليهودية في عكا وفقعين وهي بحاجة إلى عملية ترميم جدية".
وقال رئيس الحزب الديني القومي عضو الكنيست زفولون أورليف إن "على سلطات فرض القانون أن ترد بقوة على "البوغروم" (الاعتداء) الذي نفذه العرب في يوم الغفران، وأن تُنزل أشد العقوبات بمرتكبي أعمال الشغب. لا يجوز أن يُنكَّل باليهود في دولة اليهود وفي أقدس الأيام بالنسبة إليهم. إنه امتحان مهم لمؤسسة فرض القانون ـ أن توضح للعرب أن دولة إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي".
وفي الجانب الآخر من الخريطة السياسية، وصف عضو الكنيست محمد طيبي (القائمة العربية الموحدة) الأحداث بـ "بوغروم نفذه يهود"، وأضاف أن الشرطة أبدت تقصيراً وتمييزاً في المعاملة في معالجتها للهجمة ضد السكان العرب.
وقال عضو الكنيست يوسي بيلين (كتلة ميرتس ـ ياحد): لقد مرت ثمانية أعوام بالضبط على اضطرابات تشرين الأول/ أكتوبر [التي قتل فيها 13 فلسطينياً من عرب إسرائيل]، ولم يتم القيام بأي عمل لتطبيق توصيات لجنة أور فيما يتعلق بعرب إسرائيل. إننا نجلس على برميل بارود ونفاجأ كلما انفجر التوتر، بدلاً من أن نقوم بجهد جدي لتخفيفه".