بنيامين نتنياهو: البناء في القدس كالبناء في تل أبيب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة أمس (الأحد) إن "البناء في القدس هو كالبناء في تل أبيب، وقد أوضحنا ذلك للإدارة الأميركية". وأكد نتنياهو أن الحكومة برئاسته قالت أيضاً للإدارة الأميركية إنه "سيكون في إمكان كل طرف طرح أي قضية يرغب في طرحها خلال المحادثات [غير المباشرة] التي ستجرى عن قرب (Proximity Talks)، لكنه سيكون من الضروري إجراء محادثات جادة ومباشرة من أجل التوصل إلى اتفاقات".

وذكر نتنياهو أن سياسة الحكومات الإسرائيلية كلها فيما يتعلق بالبناء في القدس، كانت مماثلة، وأن سياسته لم تتغير. كما ذكر أن الرد الإسرائيلي سُلم إلى الولايات المتحدة خطياً، تفادياً لسوء فهم السياسة الإسرائيلية.

وقبيل سفر نتنياهو إلى الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن يلقي كلمة أمام مؤتمر "إيباك"، وأن يجتمع بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والرئيس باراك أوباما، تعهد للإدارة الأميركية بالقيام بسلسلة من مبادرات حسن النية تجاه السلطة الفلسطينية، بما في ذلك، ولأول مرة منذ عملية "الرصاص المسبوك" في قطاع غزة، تخفيف الحصار المفروض على القطاع بدرجة مهمة. كما وافق نتنياهو على بحث القضايا الجوهرية في المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، غير أن التوصل إلى اتفاقات سيتم فقط في محادثات مباشرة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقد أبدى نتنياهو في رسالته إلى الإدارة الأميركية استعداداً للقيام بمبادرتَي حسن النية التاليتين: أ ـ تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة والسماح بإدخال مواد عن طريق الأمم المتحدة لترميم شبكات المجاري في شمال القطاع، ومطحنة قمح كبيرة، وبناء 150 وحدة سكنية في خان يونس، وغيرها. ب ـ الإفراج عن مئات من أسرى "فتح" كمبادرة حسن نية تجاه رئيس السلطة الفلسطينية، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر المؤسسة الأمنية بشأن تأثير هذه المسألة في المفاوضات المتعلقة بالجندي [الأسير لدى "حماس"] غلعاد شاليط.

وقد رفض نتنياهو إلغاء مشروع البناء في حي رامات شلومو أو تجميد البناء في القدس الشرقية بصورة تامة، لكنه تعهد بإنشاء جهاز في ديوانه لمراقبة البناء بصورة دقيقة. كما وافق على المطلب الأميركي بشأن البحث في القضايا الجوهرية للنزاع ـ الحدود؛ اللاجئون؛ القدس؛ الترتيبات الأمنية؛ المياه؛ المستوطنات ـ في إطار المفاوضات غير المباشرة. وأبدى نتنياهو استعداده لاستكشاف مواقف الطرفين إزاء كل واحدة من هذه القضايا ولطرح أفكار لحلها، على أن تُبرم الاتفاقات الفعلية بعد الانتقال إلى المحادثات المباشرة.

وعلى خلفية التقارير التي تحدثت عن أن البيت الأبيض يدرس تقديم خطة سلام خاصة به، قال سفير إسرائيل في واشنطن مايكل أورِن في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" إن إسرائيل ليست معنية بهذه الخطة، وشدد على أن "في إمكان أميركا تسهيل مهمة التفاعل بين [المفاوضين] الذين يجلسون حول طاولة المحادثات، لكن يتعين علينا أن نجلس ونحل المسألة فيما بيننا. إن أميركا ليست في موقع يؤهلها لفرض خطة [على الطرفين]".

ومع أن الحكومة الإسرائيلية لن تلغي خطة البناء في حي رامات شلومو في القدس الشرقية، كما طلبت الإدارة الأميركية، إلاّ إن الخطة ستجمَّد على الأقل حتى انتهاء فترة تجميد البناء في المناطق [المحتلة]. وأكدت أوساط مكتب وزير الداخلية أمس أن عملية المصادقة على الخطة لن تنتهي قبل أيلول / سبتمبر المقبل.

وعشية سفر نتنياهو إلى الولايات المتحدة، بعث رئيس الائتلاف الحكومي زئيف إلكين و30 من أعضاء الكنيست برسالة إلى نتنياهو أعربوا فيها عن دعمهم قراره عدم تجميد البناء في القدس الشرقية، وطالبوه بعدم تقديم مبادرات حسن نية تجاه الفلسطينيين. وشدد أعضاء الكنيست في رسالتهم على أنه "لا مجال لتقديم مزيد من المبادرات كشرط لاستئناف المحادثات، ويجب عدم الخضوع للابتزاز الفلسطيني والضغط الدولي، لأن المبادرات لم تؤد حتى الآن إلى أي تحسن في موقف الفلسطينيين ولا إلى تخفيف الضغط الدولي".

 

والتقى نتنياهو أمس المبعوث الأميركي جورج ميتشل الذي سلمه دعوة رسمية من الرئيس باراك أوباما للاجتماع به في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل. كما التقى ميتشل وزير الدفاع إيهود باراك، وفي ختام الاجتماع صرح باراك أنه يجب استئناف المحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على وجه السرعة، أملاً بأن تقود إلى محادثات مباشرة ومعمقة بشأن تسوية تحتاج إليها شعوب المنطقة جداً. وقال ميتشل بدوره إن "العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة قوية وطويلة الأمد، والتزامنا أمن إسرائيل لا يمكن الطعن فيه". وأضاف: "إن هدفنا المشترك هو استئناف المفاوضات في جو يمكن أن يؤدي إلى اتفاق ينهي النزاع ويحل القضايا الجوهرية المتعلقة بالاتفاق النهائي. ونأمل بأن نباشر في المحادثات غير المباشرة خلال وقت قريب، كوسيلة للوصول إلى المباحثات المباشرة في أقرب وقت ممكن".