من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· منذ أن تولى باراك أوباما مهمات منصبه رئيساً للولايات المتحدة، كان واضحاً أنه لن يدلل إسرائيل، كما فعل أسلافـه. ويبدو أن إقدام أوباما، في أول تعامل له مع موضوع تسوية النزاع الشرق الأوسطي، على زيارة القاهرة والقفز عن زيارة إسرائيل، انطوى على إشارة فحواها أننا لم نعد، في نظره، العنصر الأهم في المنطقة، مثلما اعتدنا الاعتقاد.
· ولقد أدرك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي لا يعتبر زعيماً غبياً، أن خطوة أوباما هذه بحاجة إلى ردّة فعل إسرائيلية إيجابية، وفي ضوء ذلك جاء الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة في جامعة بار ـ إيلان في 14 حزيران/ يونيو 2009، والذي عرض فيه الاقتراح الأبعد مدى الصادر عن رئيس حكومة في إسرائيل، وهو "حل الدولتين للشعبين".
· وفي واقع الأمر، فإن المرء لا يحتاج إلى مترجم خاص كي يفهم أن ما اقترحه نتنياهو على الجانب الفلسطيني في هذا الخطاب فحواه إقامة دولة فلسطينية، الأمر الذي يعني وضع حدّ للاحتلال، ورسم الحدود الدائمة، وانسحاب، وإخلاء عشرات آلاف المستوطنين.
· غير أن القيادة الفلسطينية رأت أن هذا الاقتراح هو بمثابة فخّ، ورفضت استئناف المفاوضات، وبدأت بطرح شروط مسبقة كبيرة لاستئنافها. كما أن الإدارة الأميركية تساوقت مع شروط الفلسطينيين، بدلاً من التمسك بالتزام نتنياهو حل الدولتين.
· لا أعــرف مــن أيــن جـاءت فكـرة "المفاوضـات غيـر المباشـرة عـن قـرب" (“proximity talks”)، لكن ما أعرفه هو أن هذه المفاوضات ستؤدي إلى تباعد وجهات نظر الجانبين، لا إلى تقريبها.
· من ناحية أخرى، فإنني أصدق أن نتنياهو لم يكن على علم مسبق بأن وزير الداخلية الإسرائيلية، إيلي يشاي، سيعلن، في أثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل، خطة إقامة 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية. ومع ذلك، فإن أوباما كان على حق في أن يغضب، وعندما يغضب رئيس الولايات المتحدة فإن العالم كله يغضب أيضاً، وفي ضوء ذلك، فإن نتنياهو ارتكب خطأ كبيراً بإعلانه أن حق إسرائيل في البناء في القدس الشرقية غير خاضع للمساومة.
· ربما تكون الأزمة الأخيرة مع الولايات المتحدة قد خفت حدّتها، إلا إن جذوتها لم تنطفئ كلياً. وما يجب أن نأسف له هو عدم قيام الأميركيين بإجراءات توبيخ مماثلة إزاء الفلسطينيين الذين يستمرون في وضع شروط أخرى أمام استئناف المفاوضات مع إسرائيل.