· لا شك في أن الزيارة التي يقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، لواشنطن، تهدف إلى تقليص الأضرار التي قد تلحق بإسرائيل، وذلك استناداً إلى علاقاته المتشعبة بالقيادة الأميركية، وخصوصاً الأمنية.
· أما الأميركيون فيرون، من ناحيتهم، أن باراك هو رمز الاعتدال في الحكومة الإسرائيلية الحالية، فهو الشخص الذي يجسد الالتزام الإسرائيلي بحل "دولتين لشعبين"، وهو الذي يتولى المسؤولية المباشرة عن اتخاذ القرارات المتعلقة بتجميد الاستيطان في المناطق [المحتلة] وبتفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية. ويبدو أنهم يتوقعون منه أعمالاً حقيقية في هذا الشأن، لا مجرد أقوال ووعود.
· إن الأميركيين غير معنيين بوعود لا رصيد لها. والإدارة الأميركية الحالية تتحدث على تجميد مطلق للاستيطان. كما أن الرئيس الأميركي باراك أوباما غير مهتم بمشكلات الإنجاب في المستوطنات.
· إن باراك يأمل في أن يقنع الإدارة الأميركية بعدم التعهد للزعماء العرب بأمور من الصعب على إسرائيل أن تقوم بها. كما أن الموضوع الإيراني مدرج في جدول أعمال زيارة باراك هذه. وعلى ما يبدو فسيحاول إقناع الإدارة الأميركية بأن تستمر في ممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية على الإيرانيين في موازاة القناة الدبلوماسية.
لكن ما يتعين تأكيده هو أنه من دون قيام إسرائيل بتقديم تعهد جاد وحقيقي في موضوع الاستيطان، الذي يعتبر مهماً للغاية من ناحية الأميركيين، فإن زيارة باراك لن تكون مضيعة للوقت فحسب، وإنما ستؤدي أيضاً إلى تعميق الشرخ بين الطرفين.