· حققت [رئيسة كاديمـا] تسيبي ليفني، أمس، انتصاراً كبيراً، سواء أصبحت رئيسة للحكومة المقبلة أو لم تصبح. ومن الممكن اعتبار هذا الانتصار أحد أكبر الانتصارات السياسية في تاريخ إسرائيل. فقد نالت عدد مقاعد شبيهاً بعدد المقاعد الذي ناله [رئيس حزب كاديما السابق] إيهود أولمرت خلال انتخابات سنة 2006. غير أن أولمرت استند في حينه إلى التأييد الكبير الذي حظي به [مؤسس كاديما ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق] أريئيل شارون، في حين أن ليفني بدأت من الصفر تقريباً، كما أنها أدارت حملة انتخابية شخصية، بحيث يمكن التكهن بأن الذين صوتوا لها كلهم، إنما فعلوا ذلك بسببها فقط. بناء على ذلك، من حقها أن تشعر، ولو لليلة واحدة، بأنها كانت باراك أوباما في صيغة إسرائيلية.
· لقد خرجت ليفني من العملية العسكرية في غزة وهي منتوفة الريش، وذلك لأن المناخ العام جعلها تبدو مهمّشة، مقارنة بالرجال الأقوياء والجنرالات من أمثال أفيغدور ليبرمان وبنيامين نتنياهو و[رئيس حزب العمل] إيهود باراك. غير أن الحملة التي خاضها الليكود ضدها تحت شعار فحواه أن "مسؤولية إدارة شؤون الدولة أكبر منها"، اعتُبر استخفافاً فظاً بجمهور النساء. ونتيجة ذلك تحولت ليفني إلى نجمة النساء كلهن.
· يبدو أيضاً أن نجاح ليفني في إقناع الناخبين الإسرائيليين بأن التنافس الحقيقي في هذه الانتخابات هو، أساساً، بينها وبين نتنياهو، وبأن أي صوت لكاديما قد يحسم هوية الذي سيؤلف الحكومة الإسرائيلية المقبلة، أدى إلى خسارة حزبَي العمل وميرتس أصواتاً كثيرة لمصلحة كاديمـا.
بلغت نسبة التصويت لدى الناخبين العرب في الانتخابات العامة أمس 54 بالمئة، وهي منخفضة عن النسبة في الانتخابات العامة السابقة بـ 2 بالمئة. وهذا الأمر يدل على استمرار نزعة ابتعاد عرب إسرائيل عن صلتهم بالدولة، والتي تعتبر نزعة خطرة للغاية.