كلمـة طيبة بحق أولمرت
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يجدر بنا أن نحلل بعمق الآن نتائج السياسة العامة التي انتهجتها حكومة إيهود أولمرت [المنتهية ولايتها] في المجالات الآتية: الأمن وعملية السلام والسياسة الخارجية والاقتصاد.

·      في المجال الأمني، نجحت حكومة أولمرت في أن تقدّم جواباً عن التحدي الذي طرحه "إرهاب" حزب الله و"حماس". ففي نهاية الأمر، عززت هذه الحكومة قوة الردع في مقابل حزب الله، على الرغم من الانتقادات التي وجهتها لجنة فينوغراد، التي تقصت وقائع حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]، إلى طريقة اتخاذ القرارات خلال هذه الحرب. كما أن عملية "الرصاص المسبوك" في غزة انتهت بانتصار إسرائيلي ساحق.

·      أمّا فيما يتعلق بعملية السلام، فإن أولمرت أدرك أنه يتعين عليه أن يدفع، في الوقت نفسه، المسارين الفلسطيني والسوري إلى الأمام. وقد أبدى هو ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، ليونة في المسار الفلسطيني تدل على انفصالهما نهائياً عن حلم أرض إسرائيل الكبرى. ووافق أولمرت، مبدئياً، على رسم حدود تستند إلى خطوط 1967 مع بضعة تعديلات، كما أدرك أنه لا مهرب من تقسيم القدس. ومن جهة أخرى أدرك أيضاً أن السلام الإقليمي لن يتحقق من دون سلام مع سورية، وأنه لا يمكن تحقيق سلام معها من دون الانسحاب من هضبة الجولان.

·      خلال ولاية حكومة أولمرت حظيت إسرائيل بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا. وقد انعكست إدارة أولمرت وليفني للسياسة الخارجية في واقع أن الغرب لم يكبح إسرائيل في إبان الحرب في غزة.

·      كما أنه بفضل أولمرت ووزير ماليته ومحافظ المصرف المركزي، لم يكن تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية في إسرائيل خطراً للغاية، على غرار ما كانت الحال عليه في الدول الغربية. ويمكن القول إنه كان هناك توازن بين السوق الاقتصادية الحرة وبين تدخل الحكومة، خلال ولايته.

·      إن واقع تَرْك أولمرت منصبَ رئيس الحكومة بسبب التحقيقات البوليسية معه [بتهم جنائية]، يجب ألا يطمس حقيقة أنه كان زعيماً نجح في إحراز إنجازات جيدة في المجالات التي كان مسؤولاً عنها. ولذا فإنه يستحق كلمة طيبة.