على رئيس كاديما الجديد أن يواجه الواقع السياسي والأسرة الدولية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       ابتداء من الساعة العاشرة والدقيقة الواحدة من هذا المساء لن يكون هناك أي أهمية للفارق بين المرشحين الأوفر حظاً للفوز برئاسة حزب كاديما، وهما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير المواصلات شاؤول موفاز. وسيتعين على الذي يفوز في هذه الانتخابات أن يواجه الواقع السياسي والأسرة الدولية، لا أعضاء كاديما أو مقاولي الأصوات فقط. عندها ستستعيد الذاكرة مقولة "إن ما تراه من هناك غير ما تراه من هنا"، والتي أصبحت شعاراً لرؤساء حكومات اضطروا إلى التنكر لمواقفهم بعد صعودهم إلى سدّة الحكم. هذا ما حدث للعمالقة [رؤساء الحكومة السابقين] مناحم بيغن ويتسحاق رابين وأريئيل شارون، وأيضاً ليتسحاق شامير وبنيامين نتنياهو وإيهود باراك، وهذا ما سيحدث لخليفة [رئيس الحكومة الحالية] إيهود أولمرت.

·       إن مشكلة موفاز هي أنه يفتقر إلى اعتماد دولي. أمّا ليفني فإنها معروفة في العالم، باعتبارها وزيرة للخارجية. وبناء على ذلك، يتعين على موفاز أن يبدي مرونة أكثر في مواقفه السياسية، حتى يتم قبوله من جانب رؤساء الدول العظمى والدول العربية. لنفترض، مثلاً، أن "رئيس الحكومة" موفاز تلقى دعوة إلى زيارة البيت الأبيض، فهل سيجرؤ على أن يقول لـ [الرئيس الأميركي] جورج بوش إن عملية أنابوليس مع الفلسطينيين كانت خطأ؟ أو إنه لا يجوز التحدث عن "القضايا الجوهرية"، بل يجب العودة إلى الجمود واقتراح "سلام اقتصادي" في المناطق [المحتلة]؟ إن الأمر المعقول أكثر أن يكون ثمن سفره إلى واشنطن هو التزامه، علنياً، المحادثات التي أجراها أولمرت مع [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس، وكذلك استعادة بعض الذكريات من فترة الانفصال عن غزة.

·       في إمكان ليفني أن تبدي صلابة في المجال السياسي أكثر من موفاز، وذلك بسبب مواقفها العلنية المعتدلة، وبسبب المحادثات التي تجريها مع أحمد قريع (أبو علاء). غير أن مشكلتها كامنة في الجانب الأمني، إذ يتعين عليها أن تثبت أن في إمكانها أن تقود دولة قد تخوض حرباً، من دون أن تكون دمية في يدي وزير الدفاع، إيهود باراك.