تجري، اليوم الأربعاء، الانتخابات التمهيدية لاختيار خلف لإيهود أولمرت في رئاسة حزب كاديما. ومن المفروض أن يستقيل أولمرت من منصبه كرئيس للحكومة، في منتصف هذه الليلة، بعد الانتهاء من فرز الأصوات. غير أنه، على ما يبدو، لا يزال يجد صعوبة في التسليم بهذا الأمر، ويرغب في المزيد من الوقت، إذ إنه لا ينوي أن يغلق الباب وراءه من دون أن يترك بصمة سياسية متميزة.
صحيح أن أولمرت تعهد بأن يقدم كتاب استقالته إلى رئيس الدولة مباشرة بعد الانتخابات التمهيدية في كاديما، غير أنه تبين أمس، خلال اللقاء السياسي الذي عقده مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في منزل أولمرت في القدس، أنه لا ينوي أن يقدم استقالته بسرعة. وعلى ما يبدو، فإنه سيستقيل، في أقرب تقدير، بعد انتهاء رأس السنة العبرية الجديدة [يصادف في 30 أيلول/ سبتمبر الجاري].
إن أولمرت يرغب في التوصل إلى اتفاق مع رئيس السلطة الفلسطينية. وهذا هو السبب الذي حدا به لأن يلتقيه مساء أمس، عشية الانتخابات التمهيدية في كاديما، وأن يحاول إقناعه، مرة أخرى، بالتوصل إلى اتفاق مبادئ، وعدم رمي ما تم إنجازه حتى الآن إلى مزبلة التاريخ. إن الرسالة من هذا واضحة، وفحواها أن أولمرت مصر على أن يبتز أكبر قدر من الوقت كي يترك إرثاً سياسياً وراءه. وقال مقربون منه "إنه سيواصل دفع اتفاق أنابوليس قدماً، ما دام رئيساً للحكومة". وفي حالة عدم نجاح خليفته في تأليف حكومة بديلة، فإنه سيبقى رئيس "حكومة انتقالية" حتى الانتخابات العامة المقبلة، التي ستجري على ما يبدو في آذار/ مارس 2009. وإذا ما حدث ذلك، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق مع عباس تصبح كبيرة.
وقال مقربون من وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، إنه في اللحظة التي يتضح فيها أن في إمكانها تأليف حكومة [بديلة]، لن يكون في إمكان أولمرت أن يواصل التهرّب من تقديم استقالته. أمّا وزير المواصلات، شاؤول موفاز، فقد استمر في النهج الذي اتبعه منذ البداية، وهو عدم مهاجمة رئيس الحكومة. غير أن مقربين منه قالوا إن نية أولمرت هذه ستصبح غير ملائمة للفترة التي يصبح فيها لكاديما رئيس جديد.
أولمرت لن يسارع إلى تقديم استقالته
تاريخ المقال
المصدر