· يمكن القول إن الزيارة التي قام بها أمير قطر وعقيلته أمس (الثلاثاء) لقطاع غزة الخاضع لسلطة حركة "حماس" ستجعل من الصعب على بلده أن يستمر في القيام بدور الوسيط النزيه بين حركتي "حماس" و"فتح"، ذلك بأن هذه الزيارة تمنح الشرعية للحركة الأولى، وتساهم إلى حد كبير في تحسين مكانتها السياسية والاقتصاديـة.
· وقد اعتبرت مصادر رفيعة المستوى في رام الله أن هذه الزيارة تلحق أضراراً بمكانة السلطة الفلسطينية التي تواجه أزمة مالية حادة، بل إن مصادر مقربة من حركة "فتح" اتهمت أمير قطر بمحاولة تحسين مكانته على حساب الشعب الفلسطيني، ووصفت الزيارة بأنها "لحظة حزينة في تاريخ الشعب الفلسطيني."
· ومعروف أن قطر هي أكبر مصدّر للغز الطبيعي في العالم، وهي تستعمل الكثير من عائدات الغاز لتحقيق أهدافها السياسية، وخصوصاً في ضوء التغيرات الإقليمية الأخيرة التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا الإطار بادرت إلى مشروع كبير يهدف إلى إعادة إعمار القطاع.
· في الوقت نفسه، لا بد من رؤية أن خطوات قطر تأتي في إثر إقدام حركة "حماس" على قطع علاقاتها مع كل من إيران وسورية وتقربها من قطر. ويتخذ قادة "حماس" من الدوحة مقراً لهم، كما أن هذه الأخيرة قامت في الآونة الأخيرة بتزويد الحركة بالنفط من أجل تشغيل محطة الطاقة الوحيدة في القطاع.
· ومع أن حركة "حماس" حاولت أن تصور زيارة يوم أمس على أنها تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، إلاّ إنه يبدو أن الهدف الرئيسي منها هو مكافأة "حماس" على قطع علاقاتها مع إيران وسورية.
· وبالنسبة إلى إسرائيل، لا بد من القول إن هذه الزيارة أثارت قدراً كبيراً من عدم الارتياح لديها، وذلك على الرغم من أنها تعتبر ابتعاد "حماس" عن "المحور الراديكالي" أمراً إيجابياً.