· يمكن القول إن اليهود المتدينين في إسرائيل يحلمون بتحقيق رؤى التوراة، في حين أن اليهود العلمانيين يحلمون بدولة ليبرالية خالية من الإكراه الديني. ويبدو أن أياً من هذين الطرفين لن يحقق مبتغاه في المستقبل المنظور، وستستمر الحرب الدائرة بينهما أمداً طويلاً، وتكون الغلبة فيها أحياناً من نصيب هذا الطرف، وأحياناً أخرى من نصيب الطرف الآخر.
· في المقابل فإن كثيرين من اليهود في إسرائيل يحلمون بدولة طبيعية، ومثل هذا الحلم يمكن أن يتحقق فقط في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية بين أحزاب الليكود وكاديما والعمل من دون الأحزاب الدينية، وفي حال استبعاد هذه الأحزاب الأخيرة من الائتلاف الحكومي فترة طويلة فإن نفوذها الواسع سيتقلص، وعندها يمكن إنشاء مجتمع إسرائيلي مغاير يتجند معظم شبانه في صفوف الجيش، ولا يكون فيه تمييز في توزيع الميزانيات العامة.
· إن تجربة الأعوام الـ 64 الفائتة تدل على أن 3 حكومات فقط تشكلت في إسرائيل من دون الأحزاب الدينية، وذلك في السنوات 1974 و1992 و1995، ومع ذلك فإن الأحزاب التي اشتركت في ائتلافات هذه الحكومات الثلاث اهتمت بالحفاظ على مصالح الأحزاب الدينية لأنها كانت تدرك أنه سيأتي وقت تكون فيه بحاجة إلى دعمها. وعلى الرغم من أن الأحزاب اليمينية كانت تحرص دوماً على تحالفها مع الأحزاب الدينية إلاّ إن حرص الأحزاب اليسارية على هذا الأمر لم يكن أقل من حرص اليمين.
وما دامت الحال مستمرة على هذا المنوال فإن احتمالات تغير الخريطة السياسية في إسرائيل، واحتمالات حدوث انقلاب جوهري في العلاقات بين المتدينين والعلمانيين، ستظل ضئيلة للغاية.