· خلال جولتي الأخيرة في الخارج أصبت بصدمة كبيرة. ففي اللقاءات والمحاضرات جميعها، التي اشتركت فيها، كان هناك إجمـاع على أن إسرائيل خسرت الحرب في غزة، ولم تحطم "حماس"، أو تقوّض نفوذها. كما أنها فشلت في الجهود الدعائية التي هدفت إلى تصوير الحركة باعتبارها حركة "إرهابية" تهدد السلام العالمي، وذلك خلافاً لنجاحها في هذا الشأن إزاء حزب الله خلال حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]. ولا يقتصر مثل هذا الاستنتاج بشأن عملية "الرصاص المسبوك" على معارضي إسرائيل التقليديين في الخارج، وإنما يتعداهم ليشمل أصدقاءها ومؤيديها أيضاً.
· حتى في أوساط يهود نيويورك، الذين يعتبر تماثلهم مع إسرائيل تماثلاً تاماً، سمعت السؤال الساخر التالي: "هل خرجت إسرائيل إلى حرب ضد ´حماس´ أم ضد الإدارة الأميركية؟ فإسرائيل أجبرت الإدارة الأميركية على أن توقع مذكرة تفاهم معها بشأن محاربة عمليات تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، في حين لم يتم القضاء على سلطة ´حماس´ نفسها، ولم يتم إلزامها بأدنى ما يمكن لحركة مهزومة أن تلتزم به".
إن الانطباع العام الذي عدت به من هذه الجولة في الخارج هو أن حرب غزة، التي يسود شعور عام في إسرائيل بأنها كانت حرباً ناجحة، منحت شرعية لـ "حماس"، ومكانة دولية لإسماعيل هنية، رئيس حكومتها في غزة، وأنه لم يبق سوى شخص واحد يمنع الحكومات في الغرب من بدء حوار مباشر مع "حماس"، هو [الرئيس الأميركي] باراك أوبامـا. لكن يبقى السؤال: إلى متى؟