إسرائيل غاضبة على فرنسا لأنها تعمل على رفع المقاطعة الدولية المفروضة على "حماس"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أحبطت إسرائيل خلال الأيام القليلة الفائتة خطوة فرنسية هدفت إلى تليين شروط الرباعية الدولية فيما يتعلق بالاعتراف الدولي بحركة "حماس". ومع ذلك، ذكر مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس أنه منذ انتهاء حملة "الرصاص المسبوك" في غزة، يزداد تخوف إسرائيل من التآكل الذي حدث في مواقف العديد من الدول الأوروبية حيال المقاطعة المفروضة على "حماس"، والذي جرت المحافظة عليه منذ فوزها في انتخابات السلطة الفلسطينية في سنة 2006. واتهم المصدر فرنسا بـ "محاولة تمييع شروط الرباعية للتحدث مع ´حماس´".

ومنذ الأيام الأخيرة لحملة "الرصاص المسبوك" حذر دبلوماسيون إسرائيليون من اتجاه برز في عدد من وزارات الخارجية الأوروبية يدعو إلى "إعادة التفكير" في السياسة الدولية حيال غزة وشروط الرباعية فيما يتعلق بـ "حماس". وتشمل تلك الشروط: التخلي عن "الإرهاب"، والاعتراف بإسرائيل، والاعتراف بالاتفاقات السابقة.

وقد أتت التقارير الأكثر مدعاة إلى القلق من فرنسا، حيث بدأ دبلوماسيون فرنسيون التشديد، في محادثات مغلقة، على أنه "من غير الممكن تجاهل وجود ´حماس´"، وأنه "لا يجوز العودة إلى الوضع الذي كان قائماً في غزة قبل عملية الجيش الإسرائيلي. يجب التفكير في حلول مبتكرة". أما الرسالة الثانية التي نقلها الفرنسيون إلى نظرائهم في أوروبا، وأيضاً في إسرائيل، فهي أنه "يجب أن نتعامل بمرونة مع غزة"، ويجب ألاّ نرفض مسبقاً حكومة وحدة تشمل ممثلين عن "حماس" أيضاً.

وعلى حد قول مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس، قاد الفرنسيون خطوة داخل الاتحاد الأوروبي، عشية اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد في بروكسل أول أمس، طلبوا بموجبها أن ينص البيان الختامي للاجتماع على أن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعداً لإجراء حوار مع حكومة وحدة فلسطينية تحترم مبادئ عملية السلام. وبذلك تجاهل الفرنسيون، عملياً، شروط الرباعية واستبدلوها بعبارة عامة.

وخلال اليومين الفائتين دار صراع دبلوماسي لإحباط المبادرة الفرنسية، ومارست إسرائيل ضغطاً كبيراً على كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي. وقد تجندت تشيخيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا لإحباط المبادرة، وتم حذفها من جدول الأعمال.

وعلى الرغم من الفشل الفرنسي، يحذّر مسؤولون رفيعو المستوى في القدس من أن هذا الاتجاه سيستمر، وقال هؤلاء: "إذا حدث جمود في العملية السياسية وفي إعادة ترميم قطاع غزة، فستستمر محاولات خرق شروط الرباعية. ومن غير المؤكد أن المقاطعة المفروضة على ´حماس´ ستصمد فترة طويلة، وخصوصاً إذا ما شُكلت حكومة وحدة فلسطينية".