السنة العبرية المنتهية أورثتنا الثورات العربية وحملة الاحتجاج الاجتماعية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • إن أول ما ستورثه السنة العبرية التي تنتهي اليوم (الأربعاء) إلى السنة الجديدة التي تبدأ غداً (الخميس) هو الثورات العربية التي أدت حتى الآن إلى سقوط عدة أنظمة عسكرية في العالم العربي، وإلى خوض أنظمة أخرى معارك طاحنة من أجل الحفاظ على بقائها. ولا شك في أن الزمان الحالي في العالم العربي أصبح ملكاً للجماهير الشعبية في الشارع، أمّا المستقبل فإنه على ما يبدو سيكون ملكاً للأحزاب الإسلامية. ومع عالم عربي كهذا ستواجه إسرائيل صعوبات كبيرة في تطبيع العلاقات بينها وبينه.

     
  • في موازاة ذلك، شهدت السنة العبرية المنتهية زيادة في قائمة الدول التي تنتقد إسرائيل في العالم. لكن يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ما زال يفضل اللجوء إلى الحلول السهلة، كما انعكس ذلك في الخطـاب الذي ألقاه في يوم الجمعة الفائت أمام الأمم المتحدة واتهم خلاله العالم بأنه لاسامي، ويتجاهل المحرقة النازية، ولا يقف بالمرصاد للمحاولات الرامية إلى القضاء على إسرائيل.

     
  • وفي السنة العبرية المنتهية تحولت الدولة الفلسطينية المستقلة، التي كان نتنياهو يدعي أنها غاية يتطلع إلى تحقيقها، إلى تهديد داهم في نظره. وبالتالي من المتوقع أن تشهد السنة الجديدة حرباً باردة تخوضها الحكومة الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية، بما في ذلك محاولة فرض عقوبات إسرائيلية وأميركية عليها.

     
  • كما أن السنة العبرية المنتهية ستورث السنة الجديدة حملة احتجاج اجتماعية ومطلبية في إسرائيل تهدف إلى تغيير سلم الأولويات القومي، ومن الآن فصاعداً ستكون هذه الحملة ماثلة أمام أهم اختبار لها، وهو مدى قدرتها على التأثير في المؤسسة السياسية، وإلاّ فإن الوضع القائم في المجالين الاقتصادي والاجتماعي سيبقى على ما هو عليه، ولن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام. ولا بد من القول إن هذا الوضع القائم يشكل ألد أعداء إسرائيل على مر تاريخها، ذلك بأنه يقتل التطلع إلى غد أفضل، ويغتال الأمل بمستقبل مغاير.