نتنياهو في مقابلة صحافية: أمران لن أتنازل عنهما: مصالحنا والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

في مقابلة خاصة بمناسبة رأس السنة اليهودية أشار نتنياهو إلى أنه "يمكننا تحقيق السلام في أقل من عام في حال وجود شريك فلسطيني"، وأضاف أن "المشروع النووي الإيراني يعرض وجود إسرائيل للخطر"، موضحاً أن "تركيا هي التي تخلت عن إسرائيل وليس العكس."

 

س: هل ما زال أبو مازن شريكاً لك؟

"آمل ذلك، لكن الخيار يعود إليه، وعليه أن يقرر ما إذا كان يريد أن يقود شعبه نحو السلام أم لا. لقد خيب أملي في الخطاب الذي ألقاه، والذي، بحسب رأيي، يشكل رجوعاً إلى الوراء. أمّا أنا فقد تمسكت بالحقيقة التاريخية وبحاجاتنا الأمنية، ومددت يدي إليه لنتقدم إلى الأمام، لكن للأسف لم ألق تجاوباً. لذا، أقول إن علاقة الشعب اليهودي بأرض إسرائيل أمر غير قابل للنقاش، فنحن لا نحاول إنكار علاقة الشعب الفلسطيني بهذه الأرض، إلاّ إن الشعب اليهودي الذي سكن أرض إسرائيل هو الذي كتب التوارة، وخلق وعيه الوطني انطلاقاً من هذه الأرض، وحفر في وعيه هذا مدينة القدس قبل مجيء الإسلام بآلاف الأعوام. فهل من الممكن أن نمحو هذا كله ونقول إنه ليس موجوداَ؟

ثمة أمران لست مستعداً للتنازل عنهما، وهما: مصالحنا الأمنية، والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. لقد مر من الزمن 16 عاماً [على المفاوضات] وخلال هذه الفترة لم يتقدم الفلسطينيون مليمتراً واحداً إلى الأمام، وهذا هو أساس المشكلة. إنه الرفض الفلسطيني والعربي للقبول بوجود دولة إسرائيل.

هناك مخاوف من عودة أمور لا يرغب أحد في رؤيتها من جديد. نريد دولة فلسطينية منزوعة السلاح. أمّا الفلسطينيون فهم يريدون تكرار نموذج غزة في يهودا والسامرة، أي إيجاد جيب إيراني في مواجهة غوش دان وداخل القدس. إن كل من يريد السلام عليه أن يعي هذا الأمر وأن يرفضه.

إن ما يصنع السلام ليس قصاصة ورق يوقعها الزعماء، وإنما زعامة فلسطينية تتحدث بصورة مباشرة إلى شعبها مثلما فعل السادات. وعلى أبو مازن أن يقول لشعبه إن إسرائيل ستبقى هنا اليوم وغداً وإلى الأبد، وإنه مستعد للقبول بها وطناً للشعب اليهودي،  ويتنازل عن فكرة إغراقها بملايين اللاجئين الفلسطينيين.

س: هل أن خطة اللجنة الرباعية الدولية لا تعدو كونها اقتراحاً ساذجاً في ظل تاريخ من الإخفاقات؟ وهل من الممكن التوصل إلى اتفاق في غضون عام؟

يمكننا تحقيق السلام في أقل من عام في حال وجود شريك فلسطيني مستعد له. ومن المستحيل التوصل إلى السلام في حال عدم وجود هذا الشريك. خلال العامين المنصرمين، لم تتعد المفاوضات التي أجراها أبو مازن معي الست ساعات فقط، وهو من أراد ذلك، وليس أنا، وذلك عبر امتناعه من إجراء المفاوضات، ووضع شروط مسبقه لها، من بينها تجميد البناء في المستوطنات، وهذا ما فعلناه، لكن شيئاً لم يحدث.

س: هل توافق على تجميد البناء في المستوطنات مرة أخرى من أجل السماح باستئناف المفاوضات؟

أرفض فكرة الشروط المسبقة لأنها لا تؤدي إلى أي مكان، وأعتقد أن الأصح هو الدخول مباشرة في مفاوضات من دون شروط مسبقة على أن يكون الاختبار الحقيقي في قبول أبو مازن المشاركة فيها أو رفضه لها. لقد كان في إمكاني طرح عشرات الشروط المسبقة، لكني لم أفعل، إذ يجب، برأيي، أن تكون الموضوعات الخلافية جزءاً من المفاوضات لا شرطاً لحدوثها.

س: هل من الممكن أن تكون محاولتنا لحل هذا النزاع سابقة لأوانها؟ وهل في إمكاننا تأجيل هذه المحاولة إلى الجيل المقبل؟

لا أعتقد أن علينا الانتظار. يجب إجراء المفاوضات عبر التمسك بالأمور الحقيقية التي من شأنها أن تؤدي إلى السلام. ليست المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة هي سبب عدم وجود سلام، وإنما السبب هو الرفض العربي لوجود دولة إسرائيل. لقد تعمّد أبو مازن الحديث عن 63 عاماً من الاحتلال، فهل تحدث عن حيفا وتل أبيب ويافا بصفتها مدناً محتلة؟ عليه أن يقدم جواباً عن ذلك.

س: أعربت إسرائيل عن استعدادها لإجراء مفاوضات وقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح ونصيرة للسلام، وحتى الآن لم يعلن الفلسطينيون استعدادهم للاعتراف بالدولة اليهودية، إذاً، عن ماذا هم مستعدون للتنازل؟

قالوا عني أني رافض للسلام عندما قلت لدى الانسحاب من غزة إن الصواريخ ستعود إلى التساقط على أشكلون وبئر السبع. لقد انسحبنا من غزة حتى آخر سنتيمتر، واقتلعنا المستوطنات، وأعطينا المفاتيح لأبو مازن، وعلى ماذا حصلنا في المقابل؟ حصلنا على دولة حماستان. إن المتطرفين غير مستعدين للاعتراف بدولة إسرائيل في أي حدود قامت. وأنا لست مستعداً لقيام دولة إيرانية أخرى في جوارنا.

س: ما الذي أدى إلى هذا التغيير في موقف أوباما؟

إن جميع الرؤساء الأميركيين يعكسون في نهاية الأمر التأييد الكبير للشعب الأميركي لإسرائيل. وهؤلاء الذين يتحدثون عن عزلة إسرائيل يتناسون أن أعظم دولة في العالم تؤيدنا تأييداً كبيراً.

س: ماذا عن إيران وتركيا؟

إن مشاريع إيران النووية تجعل من هذه الدولة خطراً على وجود دولة إسرائيل. والسؤال المطروح هو ليس ما يجب أن تفعله إسرائيل من أجل وقف هذه المشاريع، وإنما ما يجب أن يفعله العالم في هذا الشأن. إن على المجتمع الدولي الذي يقر بأن إيران تتقدم نحو تطوير سلاح نووي أن يعمل على عدم حصول إيران على هذا السلاح. ويجب أن نتذكر أننا دولة ترغب في السلام، لكن في الوقت نفسه علينا الدفاع عن دولة اليهود.

أمّا بالنسبة إلى العلاقة مع تركيا، لا أعرف ما إذا كانت ستعود إلى ما كانت عليه. لقد قررت تركيا تغيير توجهها، وإذا شاءت وقف التدهور في العلاقات وتطبيعها من جديد، فإننا مستعدون لذلك الآن. نحن لم نشأ فتح هذه المواجهة معها، إذ إن الحكومة التركية الحالية هي التي قررت تبني سياسة خارجية عدائية. لسنا  نحن من تخلى عن تركيا، وإنما هي التي قررت التخلي عنا.