من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· بينما تحتفل دمشق، وقمة دولية مصغرة معاً، بالمفاوضات مع إسرائيل، فإن المفاوضات نفسها معلقة على شماعة، في انتظار مسؤول جديد ]بدلاً من المفاوض يورام توربوفيتش الذي استقال من منصبه[ ورئيس حكومة جديد. لكن غرفة الانتظار هذه توفر فرصة ممتازة للذين يطمحون إلى تولي منصب رئاسة الحكومة الإسرائيلية كي يتوقفوا ويتمعنوا في التحولات الاستراتيجية التي أحدثها الحوار مع سورية منذ الآن، قبل أن يتم إخلاء بيت واحد في هضبة الجولان.
· على سبيل المثال، هذه أول عملية دبلوماسية تشارك إسرائيل فيها من دون أن يكون للولايات المتحدة دور فيها، ولم تقع كارثة. والأكثر من ذلك أن إسرائيل التي حرصت دائماً على تجنيد الولايات المتحدة ضد سورية، وساهمت مساهمة أساسية في فرض العقوبات عليها، شقت لنفسها طريقاً مستقلة، وجعلت سياسة العقوبات التي تنتهجها الولايات المتحدة تبدو عديمة الجدوى. صحيح أنه يوجد للولايات المتحدة مكان محفوظ في هذه المفاوضات، لكن هذا الأمر ليس بسبب إسرائيل، وإنما يعود إلى إصرار ]الرئيس[ الأسد على الحصول على رعاية أميركية.
· التغيير الاستراتيجي الآخر الذي لا يقل أهمية عن ذلك هو مشاركة تركيا وقطر في قمة دمشق. لقد تمكنت سورية من أن تبني لنفسها محوراً إقليمياً مستقلاً، غير مرتبط بجامعة الدول العربية أو مصر أو السعودية. ولقد أدت المفاوضات مع إسرائيل إلى امتعاض طهران، بينما التزم حزب الله جانب الصمت. إن العلاقة مع إيران مهمة جداً لسورية، لكن إيران لا تستطيع أن تملي على سورية سياستها تجاه الولايات المتحدة أو إسرائيل.
· صحيح أن البعض سيدّعي أن هذه التطورات نتجت من مناورة رائعة قام بها الأسد الذي كسر طوق العزلة ـ بمساعدة من فرنسا ـ من خلال وعود زائفة بالحوار مع إسرائيل. وهذا الأمر شبيه بما قيل عن ]رئيس الحكومة الإسرائيلية[ إيهود أولمرت الذي (كما هو معروف) أراد فقط التخلص من ورطته القانونية عن طريق مصافحة الأسد، ووجد نفسه أسيراً للعملية ]التفاوضية[. لكن حتى لو كان الأمر مجرد مناورة، فإنها بدأت تتحول إلى واقع، ذلك بأن سورية وإسرائيل دخلتا عملية يتطلب الخروج منها الآن قراراً صعباً.
· لو أوقفت سورية العملية فستكبح عجلات تقدمها نحو واشنطن، ونحو تبوُّؤ موقع قيادي في الشرق الأوسط. ولو أوقفت إسرائيل العملية لترسخت لها صورة الطرف غير المستعد فعلاً لأي عملية سياسية، ولمنحت كلاً من سورية والفلسطينيين نقاطاً إضافية تُسجل لمصلحتيهما.