حزب كاديما يواجه أزمة حادة تهدد تماسكه
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

شن شاؤول موفاز، الرجل الثاني في حزب كاديما، هجوماً لاذعاً على رئيسة الحزب تسيبي ليفني أمس واتهمها بعدم القدرة على القيادة، الأمر الذي حدا بعدد من أعضاء كتلة الحزب في الكنيست إلى إجراء مفاوضات مع حزب الليكود. وقال موفاز في محادثات مغلقة، بعدما تبين أن 14 عضو كنيست من حزب كاديما أجروا اتصالات للانضمام إلى حزب الليكود، أنْ لا مفر من الاستنتاج أن ليفني لديها مشكلة القدرة على القيادة، وهذا يعني "أن هذه المجموعة لا تعترف بقيادتها ولديها شكوك في قدرتها على القيادة أصلاً. وحقيقة أنه لم يكد يمر عام على الانتخابات حتى بدأ الناس يبحثون عن الفرار من الحزب إنما هي تحدٍ واضح لقيادتها ودلالة على أنهم لا يعتبرونها قائدة مستقبلية".

وأضاف موفاز أن أخطاء ليفني هي التي أدت إلى تحدي قيادتها، وفي مقدمة تلك الأخطاء، فشلها في تأليف حكومة، ثم رفضها الانضمام إلى حكومة نتنياهو لدوافع شخصية.

وعلى خلفية هذه الأزمة الداخلية وتهديدات الانشقاق، يتوقع أن يلتئم مجلس كاديما اليوم في جلسة حُدد موعدها مسبقاً. وتستعد ليفني لحشد دعم أعضاء المجلس، لكن من المتوقع أن تتعرض لانتقادات.

ووفقاً لموفاز، فإن أخطاء ليفني السابقة غير قابلة للإصلاح، ولذا لن يكون ثمة مفر من تقديم موعد الانتخابات التمهيدية في الحزب وإجرائها خلال سنة 2010.

في هذه الأثناء يحاول موفاز منع حدوث أي انشقاق داخل الحزب. وفي الأيام القليلة الفائتة اجتمع موفاز مع كل عضو كنيست من كاديما تردد أنه اتصل بالليكود. ويشعر موفاز بالقلق لأن بعض هؤلاء الذين قيل إنهم اتصلوا بالليكود هم من أنصاره ويعتبرهم أساساً يمكنه الاستناد إليه في سعيه لتولي قيادة الحزب في المستقبل.  

ومساء أمس أبلغ عضو الكنيست إيلي أفلالو إلى رئيسة الحزب تسيبي ليفني استقالته من الحزب، وقال لها في لقاء مشترك: "لقد جررتِ الحزب كثيراً باتجاه اليسار وخدعتيني، ولم يعد لدي ثقة بك".

في موازاة ذلك، توجه عضو الكنيست يوئيل حسون إلى المستشار القانوني للحكومة، ميني مزوز، وطلب إليه تقصي هل تم ارتكاب جرائم رشوة في إطار المفاوضات التي جرت بين أعضاء حزب كاديما والليكود.

وبعد بضعة أيام ترددت فيها تقارير متضاربة عن المحاولة التي يقوم بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لشق حزب كاديما، قالت مصادر مطلعة على بواطن الأمور في حزب الليكود لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (24/12/2009) إن خطوة الانشقاق ستتم بوتيرة أبطأ لأسباب تكتيكية. وأضافت المصادر: "لدينا عملية معقدة. هناك عدد من أعضاء الكنيست أبدوا استعداداً للانسحاب من كاديما خلال المحادثات، والآن سنعمل على ضم أعضاء كنيست آخرين رفيعي المستوى ممن لم يتخذوا قراراً حتى الآن أو رفضوا الانضمام إلى هذه الخطوة. الآن يمكن إبطاء هذه الخطوة وانتظار انضمام أعضاء كنيست آخرين من الصف الأول إلى الدائرة". في المقابل، ادعت أوساط في حزب كاديما أن "نتنياهو تراجع لأنه أصيب بالذعر جراء ما نشر في وسائل الإعلام عن هذا الموضوع، وخشي أن يأمر المستشار القانوني للحكومة   بتقصي الشكوى التي قدمت ضده".

وتدعي أوساط الليكود أن قسماً من أعضاء الكنيست الذين عقدت مباحثات معهم خلال الأشهر القليلة الفائتة، والذين يتراوح عددهم بين 12 و 14 عضواً، طلبوا الحصول على وعود بحقائب وزارية مهمة إذا انسحبوا من كاديما. لكن نتنياهو، في الوقت الراهن، لا يستطيع أن يعدهم بحقائب مهمة، بسبب حكومته المضخمة وكبر عدد وزرائها، والتركيبة الائتلافية القائمة.

في موازاة ذلك، استوضحت جهات في ديوان نتنياهو أمس لدى لجنة الكنيست إمكان عقد جلسة خاصة في الكنيست لمناقشة الانشقاق المحتمل في حزب كاديما، وجرى إبلاغ تلك الجهات بأنه "لا يوجد أي عائق فني أمام هذه الخطوة. يمكن إتمام الإجراء المتعلق بالانشقاق خلال يوم واحد إذا دعت الحاجة".