من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يمكن القول إن الإدارة الأميركية، ومنذ أواسط سنة 2008، تتكلم بصوتين إزاء كل ما يتعلق بشن عملية عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية. فمن جهة، يحذر كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وفي مقدمهم الرئيس باراك أوباما ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الأدميرال مايكل مولين، من أن الخيارات كلها إزاء إيران، بما في ذلك الخيار العسكري، مدرجة في جدول الأعمال، ومن جهة ثانية، فإن كبار المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم مولين نفسه، يؤكدون أن الولايات المتحدة لا تعد العدة الآن للقيام بعملية عسكرية في إيران، ذلك بأن عملية كهذه تنطوي على مخاطر عسكرية جمّة.
· في الوقت نفسه، فإن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية يحذرون إسرائيل من مغبة القيام بعملية عسكرية، ويعربون عن الأمل بألا تفاجئهم بعملية هجومية على إيران.
· من الواضح أن الكفة داخل المؤسسة الأمنية الأميركية أصبحت راجحة لمصلحة التحفظ عن أي عملية عسكرية ضد إيران. أمّا التصريحات القائلة إن الخيارات كلها مدرجة في جدول الأعمال، فتهدف إلى ممارسة ضغوط معينة على طهران، من دون أن تقف وراءها نيات محددة للقيام بعملية عسكرية، في ظل الأوضاع الحالية.
· ويطرح المسؤولون الأميركيون ثلاثة أسباب رئيسية لتحفظهم مهاجمة إيران: أولاً، إعطاء الأولوية في الوقت الحالي للجهود الدبلوماسية، بما في ذلك فرض عقوبات دولية قاسية على إيران؛ ثانياً، إن أي عملية عسكرية ستؤدي إلى نتائج غير متوقعة، وإلى تقويض الاستقرار في المنطقة، وإلى تعريض القوات الأميركية في الخليج الفارسي للخطر؛ ثالثاً، إن العملية العسكرية لن توقف البرنامج النووي الإيراني كلياً، بل ستعرقله لفترة تتراوح بين عام واحد وثلاثة أعوام، وخلال ذلك فإن إيران ستقوم بتحصين منشآتها النووية، الأمر الذي سيجعل مهاجمتها في المستقبل أكثر صعوبة.
· لا شك في أن هناك أسباباً أخرى لتحفظ الإدارة الأميركية عن شن عملية عسكرية على إيران، ومنها مثلاً انعدام أي مصلحة لدى هذه الإدارة لفتح جبهة أخرى في المنطقة حالياً، في وقت تتركز الأنظار على انسحاب القوات الأميركية من العراق، وعلى استكمال العملية العسكرية في أفغانستان. علاوة على ذلك، فإن مثل هذه العملية لا يحظى بتأييد أي دولة أخرى في العالم، بما فيها الدول الحليفة للولايات المتحدة، والدول العربية والإسلامية. كما أن مدى تأييد عملية كهذه في الولايات المتحدة نفسها غير واضح على الإطلاق.
· والإدارة الأميركية تدرك جيداً الدلالات الخطرة المترتبة على تحول إيران إلى دولة نووية بالنسبة إلى إسرائيل، وتعي مشاعر التهديد السائدة في إسرائيل بهذا الشأن. وإذا ما تبين لهذه الإدارة، بمرور الوقت، أن جهودها الدبلوماسية لا تسفر عن أي نتيجة، وأن إيران ماضية قدماً في تطوير برنامجها النووي، فسيتعين عليها أن تقرر ما إذا كان الخطر الأكبر كامناً في شنّ عملية عسكرية على إيران، أو في امتلاك هذه الأخيرة أسلحة نووية.
· من غير الواضح، حتى الآن، ما إذا كانت الإدارة الأميركية وصلت إلى مفترق طرق كهذا، وما هو القرار الذي ستتخذه عندما تصل إليه. ومع ذلك، ثمـة احتمالات كبيرة في أن يكون فحوى التقويم الأميركي عندها هو أنها تملك أجوبة معقولة عن سيناريو تحول إيران إلى دولة نووية، ولذا، فمن الأفضل الامتناع من القيام بعملية عسكرية.
· إن التحفظ الأميركي عن شن عملية عسكرية على إيران يعتبر شديد الوطأة على إسرائيل. فتهديد إيران بشن عملية عسكرية ضدها هو، في نظر المسؤولين الإسرائيليين، خطوة مهمة للغاية في سياق تصعيد حملة الضغوط عليها، ذلك بأن مقولة "الخيارات كلها مدرجة في جدول الأعمال" لم تعد تخيف طهران. ولا يقل أهمية عن هذا كله أن الإدارة الأميركية تؤكد حالياً أنها لا تمنح إسرائيل "ضوءاً أخضر" لمهاجمة إيران. ولا شك في أنه من دون "ضوء أخضر" أميركي، أو على الأقل "ضوء أصفر"، فإن إسرائيل ستواجه صعوبة كبيرة في مهاجمة إيران، حتى لو رأت أنه يجدر القيام بذلك بمفردها.