الصواريخ - خطر استراتيجي على المجتمع المدني في إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       ا يفوّت رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أي فرصة كي يُعمّم على الجمهور بيانات لا داعي لها، على الرغم من اقتراب موعد تركه لمنصبه. وفي الأسبوع الفائت، في أثناء زيارة قام بها إلى قيادة الجبهة الداخلية، بشّر سكان الدولة بأن المدن الإسرائيلية الكبرى ستكون، في الحرب المقبلة، في مرمى الهجمات الصاروخية. إن هذا الأمر ليس قضاءً مبرماً، لكن إذا لم تفعل الحكومة شيئاً من أجل إبعاد هذا الخطر، فمن المحتمل أن يصبح حقيقياً.

·       ما الذي فعلته الحكومة لمنع هذا الخطر؟ من المعروف أن [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأول] دافيد ـ بن غوريون لم يكن مستعداً لشن حرب سيناء، في سنة 1956، قبل أن يتلقى عهداً من فرنسا بأن يقوم سلاحها الجوي بحماية الأجواء الإسرائيلية، والدفاع عن سكانها المدنيين. وفي الأعوام الـ 25 اللاحقة أصبح في إمكان سلاح الجو الإسرائيلي أن يوفر هذه الحماية.

·       لقد تغير الوضع عندما بدأ "إرهابيون" فلسطينيون يطلقون صواريخ من جنوب لبنان على شمال إسرائيل، وبادر [رئيس الحكومة الأسبق] مناحم بيغن إلى شن عملية "سلامة الجليل"، في سنة 1982، والتي أدت إلى إبعاد الحدود الإسرائيلية الشمالية عن مرمى الصواريخ. غير أن الانسحاب الأحادي الجانب من جنوب لبنان، والذي بادر إليه [رئيس الحكومة الأسبق] إيهود باراك [في أيار/ مايو 2000]، جعل شمال إسرائيل معرّضاً، مرة أخرى، لصواريخ حزب الله الذي بدأ تخزين كميات كبيرة من الأسلحة، شملت صواريخ ذات مدى أطول، أُطلقت على إسرائيل في إبان حرب لبنان الثانية [صيف سنة 2006].

·       إن خطر الصواريخ لا يُعتبر حتمياً، وما يتعين علينا فعله هو أن نمنع العدو من امتلاك هذه الصواريخ. وإذا لم ننجح في ذلك يجب أن نزيل خطر الصواريخ القصيرة المدى، على شاكلة القسّام، بواسطة عملية عسكرية برية. وفي حالة عدم القيام بعملية من هذا القبيل يجب أن نردع العدو عن استعمال هذا السلاح ضد السكان المدنيين.

·       إن الحكومات الإسرائيلية التي تولت الحكم خلال الأعوام القليلة الفائتة، لم تفعل شيئاً من أجل تقليص خطر الصواريخ. وهي تتصرف كما لو أن الهجمات الصاروخية أصبحت جزءاً من الحياة العادية، من دون أن تعي أن استمرارها يؤدي إلى تغيير كبير في ميزان القوى في المنطقة، ويشكل خطراً على وجود إسرائيل.