إدارة بوش فشلت في دفع المحادثات الإسرائيلية ـ الفلسطينية قدماً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       إذا نظرنا إلى الوراء، إلى فترة رئاسة جورج بوش للولايات المتحدة، لا مهرب من الاستنتاج أنه فشل في دفع المحادثات الإسرائيلية - الفلسطينية قدماً، على الرغم من نياته الجادة. صحيح أن النزاع بين الطرفين مرّ، خلال الفترة بين كانون الثاني/ يناير 2001 ونهاية سنة 2008، بتقلبات كثيرة، غير أن المساهمة الأميركية من أجل تسويته كانت ضئيلة جداً.

·       هناك أيديولوجيا معينة وراء هذا السلوك، فالإدارة الأميركية تؤمن بأنه لا يتعين عليها أن تفرض مواقفها على الطرفين. ومع أن هذه المقاربة تُعتبر متنورة، إلا إنها لا تتلاءم مع قوانين الغاب الشرق أوسطية.

·       لقد حدد بوش، في بداية ولايته الرئاسية، مساراً لتسوية النزاع، فحواه إجراء مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق مرحلي يتضمن في جوهره إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة، لكنه غيّر رأيه، بعد بضعة أشهر، وعرض خطة خريطة الطريق، التي تنص على السعي للتوصل إلى اتفاق دائم في غضون ثلاثة أعوام. ومباشرة بعد ذلك اندلعت الحرب في العراق، وأصبح اهتمام الإدارة الأميركية منصباً على التخلص من وحل هذه الحرب، وبات النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني يحتل مرتبة ثانوية في جدول أعمال الرئيس الأميركي.

·       يكمن تقصير بوش الكبير في عدم قيامه، خلال الأعوام الثمانية لولايته، باتخاذ خطوات حقيقية تهدف إلى نزع فتيل التوتر الإسرائيلي ـ الفلسطيني، والذي تعتبره واشنطن أصل البلاء في المنطقة، إن لم يكن في العالم كله.

·       يمكن الادعاء أن هذا الوصف مضلل، ففي الحقيقة، لم تسمح إدارة بوش لإسرائيل بالتهرب من إقرار خريطة الطريق، وشجعتها على تطبيق خطة الانفصال [عن غزة]، وأجبرتها على التسليم بإجراء انتخابات عامة في المناطق [المحتلة]، كما أنها هي التي حركت عملية أنابوليس. وهناك قدر من الحقيقة في هذا الادعاء، غير أنه ليس في إمكانه أن يلغي الحقيقة الجازمة أن إسرائيل لا تزال ترفض التنازل عن سيطرتها على الضفة الغربية، وأن الأوضاع الحالية للنزاع ناجمة، إلى حد كبير، عن هذا الرفض.